الجمعة, 5 سبتمبر 2025 12:50 AM

الرئيس الشرع يعلن من دمشق عن إطلاق صندوق التنمية السوري: مرحلة جديدة من البناء والاعتماد على الذات

الرئيس الشرع يعلن من دمشق عن إطلاق صندوق التنمية السوري: مرحلة جديدة من البناء والاعتماد على الذات

أعلن الرئيس أحمد الشرع، خلال حفل بهيج أُقيم في قلعة دمشق التاريخية، عن إطلاق صندوق التنمية السوري، مؤكدًا أن البلاد تدخل مرحلة جديدة ومحورية من البناء والإعمار. وأشار إلى أن هذه المرحلة تعتمد بشكل أساسي على جهود السوريين أنفسهم في إعادة بناء وطنهم.

وفي كلمته، صرح الرئيس الشرع قائلًا: "نعلن اليوم عن انطلاق صندوق التنمية الوطني بهدف إعادة بناء وطننا، ونؤكد أن الصندوق سيخضع لأعلى معايير الشفافية." وأضاف: "تضحيات الشهداء هي أمانة في أعناقنا، تدفعنا لمواصلة العمل الدؤوب في بناء وطننا." كما أكد أن "أمامنا اليوم فرصة عظيمة للنهوض بسوريا بسواعد أبنائها وأموالهم، فالله جعل منزلة الإنفاق في سبيله تلي منزلة التضحية بالنفس."

وتابع الرئيس الشرع: "نجتمع اليوم لنداوي جراح سوريا الحبيبة، ونسطر معًا تاريخها الجديد بأيدينا وأموالنا وجهدنا. تذكروا يا أهل سوريا أن ما وصلنا إليه ما كان ليتحقق لولا التضحيات العظيمة." وشدد على أن "النظام البائد دمر اقتصادنا، ونهب أموالنا، وحطم بيوتنا، وشرد شعبنا في المخيمات ومواطن اللجوء." وأكد أن إطلاق صندوق التنمية السوري يهدف إلى إعادة بناء ما هُدم وإحياء الأرض التي أحرقت.

وأوضح الرئيس الشرع أن الصندوق سيعمل جاهدًا على إنهاء مأساة المخيمات، وإعادة ترميم وإعمار المدارس والبنية التحتية التعليمية والصحية والطرقية، معتبرًا أن هذه المبادرة تمثل بداية لمرحلة الأمل بعد الألم والمعاناة.

وشهد الحفل إطلاق حملة تبرعات، حيث كانت البداية مع الطفل محمود، العائد من تركيا إلى منزله المدمر في دمشق، الذي تبرع بدولار واحد، في لفتة رمزية لاقت استحسانًا وتفاعلًا كبيرًا من الحضور. كما أعلنت عائلة الخياط عن تبرعها بمبلغ 25 مليون دولار أميركي. وستقوم منصة "سوريا 24" بمتابعة مجموع التبرعات التي تم ضخها في الصندوق خلال حفل الافتتاح.

الإنسان أولًا والعيش الكريم قبل الحجر

من جانبه، أوضح صفوت رسلان، مدير صندوق التنمية السوري، في كلمته، أن الصندوق يمثل مؤسسة وطنية مستقلة ذات سيادة مالية وإدارية، وُلدت برؤية واضحة من قيادة الدولة، ليكون الذراع الوطنية لإدارة مسيرة إعادة البناء والتنمية المستدامة.

وقال رسلان: "الصندوق سيضع المواطن السوري في قلب أولوياته وصميم اهتماماته، ليكون محور كل مشروع وغاية كل إنجاز. وسيعتمد عملنا على الشفافية، والحوكمة الرشيدة، والابتكار، بما يعيد لسوريا مكانتها قوية ومعطاءة وحاضنة لأبنائها."

وأضاف: "الشراكة ستكون شاملة بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأبناء سوريا في الداخل والخارج، مع ضمان الشفافية الكاملة في إدارة الموارد عبر نظام رقمي متطور وتقارير دورية علنية، ليكون كل مواطن شريكًا وشاهدًا على ما يتحقق على أرض الواقع."

واعتبر رسلان أن "إعادة الإعمار لا تعني الحجر فقط، بل الإنسان أولًا، والعيش الكريم قبل البنيان. لذلك سيركز الصندوق على القطاعات الحيوية التي تلامس حياة السوريين مباشرة، مثل التعليم والصحة وخلق فرص العمل."

واختتم رسلان بالتأكيد على أن "هذا المشروع الوطني ليس مجرد إطار بروتوكولي أو احتفالي، بل بداية مرحلة جديدة من البناء بعد الدمار، والثقة بعد الانكسار، والأمل بعد الألم." وأكد أن "صندوق التنمية السوري سيكون رمزًا للشفافية، وعنوانًا للاستقرار، ومحركًا للنمو، ومنصة للفرص التي يستحقها جميع السوريين في الداخل والخارج."

مشاركة المقال: