الجمعة, 5 سبتمبر 2025 10:57 PM

جامعة حلب تستضيف طلاباً أتراك في دورة مكثفة لتعليم اللغة العربية

جامعة حلب تستضيف طلاباً أتراك في دورة مكثفة لتعليم اللغة العربية

اختتم 42 طالباً وطالبة من جامعة ابن خلدون وجامعات تركية أخرى دورة في تعليم اللغة العربية بالمعهد العالي للغات في جامعة حلب. حضر الاختتام رئيس الجامعة الدكتور أسامة رعدون وعمادة المعهد، وشهد توزيع شهادات الحضور على المشاركين.

دورة فريدة بعد سنوات من التوقف

أكدت الدكتورة ريم عيسى، عميدة المعهد العالي للغات بجامعة حلب، في تصريح خاص لـ سوريا 24 أن هذه الدورة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من أربعة عشر عامًا. وأوضحت أن الطلاب، البالغ عددهم 42 من الذكور والإناث، قدموا من جامعة ابن خلدون التركية. وأشارت إلى أن الطلاب قُسموا حسب مستوياتهم اللغوية، وتولى تدريسهم أساتذة متخصصون من جامعة حلب. وأضافت أن التجربة لم تقتصر على تعلم اللغة العربية، بل شملت أيضًا استكشاف الثقافة السورية وزيارة المدن والمواقع الأثرية. وشددت الدكتورة عيسى على سعي المعهد لاستقبال المزيد من الوفود الأجنبية الراغبة في تعلم اللغة العربية، معتبرةً أن هذه التجربة قد تفتح آفاقًا لتعاون أوسع مع جامعات أخرى في المستقبل القريب.

دمج بين اللغة والثقافة

أوضح الدكتور مضر فارس، مدير قسم اللغة العربية في جامعة ابن خلدون والمشرف على الوفد، أن الدورة جمعت بين الجانب الأكاديمي والتجربة الثقافية. وقال لمنصة سوريا 24 إن الطلاب تلقوا أربع ساعات يوميًا من التعلم الأكاديمي في قاعات الجامعة، بالإضافة إلى جولات مسائية في أحياء حلب القديمة وأسواقها التاريخية. وأشار إلى أن البرنامج تضمن زيارات إلى دمشق وحمص وإدلب، مما أتاح للطلاب التعرف على الثقافة السورية عن قرب وحضور فعاليات اجتماعية متنوعة، معتبرًا أن هذه التجربة قدمت مزيجًا متكاملًا بين تعلم اللغة والانغماس في الحياة الثقافية.

انطباعات الطلاب والمرافقين

عبّر الطالب عبد الله، من قسم العلوم الإسلامية في جامعة ابن خلدون، عن ارتياحه للتجربة، قائلاً: "لم نأتِ فقط لتعلم اللغة، بل للتعرف على الشعب السوري وما مرّ به". وأوضح أن الطلاب زاروا دمشق وحمص وإدلب، وتجولوا في أحياء حلب القديمة، مضيفًا: "كانت تجربة رائعة بكل المقاييس، ووجدنا فرقًا كبيرًا بين الدراسة هنا وتجاربنا السابقة في دول أخرى".

وبحسب الدكتورة مروة، أستاذة في جامعة ابن خلدون التي رافقت طلابها، فإن التجربة حملت بعداً إنسانياً مهماً. وأكدت قائلة: "سوريا بلد رائع، وقد أحببنا شعبها المضياف الذي استقبلنا كإخوة"، مضيفةً أن "هذه العلاقات الإنسانية ستبقى مستمرة إن شاء الله".

ومن وجهة نظر الطالبة شيداء، وهي من طلبة الدراسات العليا، فإن الدورة كانت "واحدة من أجمل محطات حياتها". وأوضحت: "كنت أرغب منذ فترة طويلة في تعلم اللغة العربية لفهم القرآن والحديث بشكل أعمق". وأضافت: "زيارتنا لحلب منحتنا فرصة للتعرف على تاريخها وأهلها الطيبين".

نحو إعادة التعاون التعليمي مع أنقرة

يأتي هذا التعاون العلمي والأكاديمي بين سوريا وتركيا لينهي فترة من القطيعة استمرت لأكثر من 14 عامًا. وتجسد ذلك أيضًا في إعلان رئيس جامعة حلب عن إعادة افتتاح قسم اللغة التركية في كلية الآداب، بعد إغلاق دام نحو 13 عامًا.

مشاركة المقال: