بعد عقد من التوقف: إعادة الحياة إلى محطة مياه الشرب في ريف البوكمال بدير الزور

انطلقت في ريف مدينة البوكمال، شرقي دير الزور، أعمال إعادة تأهيل محطة مياه الشرب الرئيسية، وذلك بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات. تجري هذه الأعمال بإشراف إدارة المنطقة وبدعم واسع من الأهالي، وتُعد خطوة بارزة نحو تحسين البنية التحتية المحلية وتعزيز الخدمات الأساسية للمواطنين.

أكدت مؤسسة مياه مدينة البوكمال، بالتعاون مع بلدية السويعية، أن المشروع يُنفذ بدعم لوجستي من المجتمع المحلي، وتحت إشراف فني مباشر من الكوادر الفنية التابعة لمؤسسة مياه دير الزور. وأشارت إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" تولت تنفيذ مراحل التأهيل الجزئي للمحطة، وذلك ضمن خطة متكاملة لاستعادة عمل البنية التحتية للمياه في المنطقة.

متى تُستأنف خدمة المياه للمواطنين؟

أوضح مجد الأشرم، من مؤسسة مياه دير الزور، في حديث لمنصة، أن "المحطة لم تكن تعمل منذ سنوات طويلة، لكنها الآن تمر بمرحلة تأهيل جزئي تنفذه منظمة أطباء بلا حدود". وأضاف أن "العمل جارٍ على صيانة بعض المعدات الأساسية وتحسين أنظمة الضخ، ومن المتوقع أن تبدأ المحطة بالعمل التجريبي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تصل المياه تدريجياً إلى منازل المواطنين في نطاق خدمة الشبكة".

وأشار الأشرم إلى أن "التشغيل الكامل والمنتظم سيتطلب مزيداً من الصيانة والدعم الفني، خصوصاً أن البنية التحتية قديمة وتحتاج إلى تدخلات شاملة على المدى الطويل".

تحسن محدود في كمية ونوعية المياه

ورداً على تساؤلات المواطنين حول تأثير التأهيل على جودة المياه، أكد الأشرم أن "هناك تحسناً متوقعاً في كمية المياه المنتجة وجودتها"، لكنه حذر من توقع نتائج كبيرة في المرحلة الحالية. وقال: "بما أن التأهيل جزئي ومحصور في بعض المكونات، فإن التحسن سيكون محدوداً نسبياً، سواء من حيث الكمية أو النقاوة، لكنه خطوة أولى نحو تحسين الخدمة بشكل تدريجي".

وأوضح أن المؤسسة تعمل على إجراء فحوصات دورية على عينات المياه قبل وبعد المعالجة، بهدف ضمان سلامتها وملاءمتها للاستهلاك البشري، مع التأكيد على أهمية استمرار الدعم الفني والتمويلي لتحويل التأهيل الجزئي إلى مشروع تطوير كامل في المستقبل.

لا رسوم إضافية على المشتركين

وفي ردٍّ على مخاوف المواطنين من ارتفاع فواتير المياه بعد الصيانة، أكد الأشرم أنه "لن يطرأ أي تغيير على رسوم اشتراكات المياه: الرسوم الحالية ستبقى كما هي دون زيادات، سواء في قيمة الفاتورة الشهرية أو في تكاليف التسجيل أو الفتح". وأضاف أن "الهدف من التأهيل هو تحسين الخدمة وليس رفع الأعباء عن كاهل المواطن"، مشيداً بدور المجتمع المحلي في دعم المشروع، وداعياً جميع الأطراف إلى التكاتف لضمان استدامة المحطة وتحسين أدائها في المراحل القادمة.

خطوة نحو التعافي

تمثل إعادة تأهيل محطة مياه البوكمال خطوة مهمة في مسار التعافي المبكر للبنية التحتية في المنطقة، التي تضررت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وتُعدّ المياه من أبرز الخدمات التي تؤثر مباشرة على حياة السكان اليومية. ويأمل الأهالي أن تُمثّل هذه المحطة بداية لسلسلة من المشاريع الخدمية الأخرى، تشمل الكهرباء والصرف الصحي والطرق، خاصة مع تزايد عدد العائلات العائدة إلى المنطقة في ظل تحسن الوضع الأمني.

وتُعوّل إدارة المنطقة على استمرار الدعم المحلي والدولي لإنجاح هذه المبادرات، وضمان وصول الخدمات الأساسية إلى جميع الأحياء دون استثناء.