السبت, 6 سبتمبر 2025 08:03 PM

نصب السيف الدمشقي: رمز دمشق الخالد وشاهد على تاريخ معرض دمشق الدولي

نصب السيف الدمشقي: رمز دمشق الخالد وشاهد على تاريخ معرض دمشق الدولي

يشكل "نصب السيف الدمشقي" علامة فارقة تطل على ساحة الأمويين، حيث احتضن في دورته السابعة أعلام الدول المشاركة في معرض دمشق الدولي، ليصبح رمزاً دمشقياً عريقاً يعكس الثقافة والتراث والحرفية. يعتبر النصب شاهداً تاريخياً على هذا الحدث، وهويّة بصرية راسخة في ذاكرة السوريين، وقد اتُّخذ شعاراً للتلفزيون السوري سابقاً، كما تصدّر العديد من المنشورات والملصقات والطوابع البريدية الخاصة بمعرض دمشق الدولي على مدار عقود.

أنشئ هذا النصب، الذي يبلغ طوله 40 متراً وعرضه 17 متراً، بين عامي 1958 و1960، كجزء من خطة لتوسعة موقع معرض دمشق الدولي القديم، الذي يُعد من أقدم المعارض الدولية في الشرق الأوسط. افتُتح رسمياً مع الدورة السابعة للمعرض عام 1960. كان في الأصل منصة لأعلام الدول المشاركة في المعرض، والتي كانت تتغير سنوياً بحسب الدول المشاركة، قبل أن يُعاد تصميمه في عام 1998 ليصبح معلماً بارزاً في دمشق.

عُرف النصب في البداية باسم "عمود الوحدة" و"عمود المعرض"، قبل أن يُطلق عليه اسمه الحالي "نصب السيف الدمشقي". يشير الباحث عماد الأرمشي إلى أن قرار بناء النصب صدر عن "قصر القبة" في القاهرة، وبتوقيع جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة (الإقليم الشمالي/ سوريا، والإقليم الجنوبي/ مصر)، وذلك لبناء نصب تذكاري في ساحة الأمويين بدمشق على هيئة السيف الدمشقي الشهير، ممّا دفع بعض أهل الشام في تلك الفترة إلى تسميته "عمود الوحدة" (نسبةً للوحدة بين سوريا ومصر بين عامي 1958 و1961).

ويضيف الأرمشي أن تصميمه الأولي يعود للمهندس هشام المعلم، وتنفيذه الإنشائي للمهندس عاطف السيوفي، تحت إشراف المهندس سامي قدح. المهندس عبد المحسن القضماني هو من وضع اللمسات الأخيرة للتصميم النهائي حين كان في مصر عام 1960، في مكتب المهندس عاطف السيوفي أثناء الوحدة بين سوريا ومصر، فيما يعود تنفيذ الهيكل الحديدي داخل السيف للحرفي حسن سعدو.

شُيِّد النصب خلال التوسعة التي طالت منطقة سوق البيع وشلالات المياه، وتزامناً مع دورة معرض دمشق الدولي السابعة، وعُرف منذ بداية تشييده بأنه منصة أعلام الدول المشاركة في معرض دمشق الدولي، والتي صُنعت من البلاستيك الشفاف بداخله، وكانت تتغيّر كل عام بحسب الدول المشاركة. يتألف النصب من واجهتين متقابلتين ضمن هيكل أسمنتي ضخم على شكل سيف، الغربية منها تطل على ساحة الأمويين، والشرقية تشرف على منطقة سوق البيع وإحدى بوابات المعرض سابقاً، وكانت تُسمّى بوابة الأمويين.

بانتقال معرض دمشق الدولي إلى مقره الجديد في مدينة المعارض على طريق المطار الدولي عام 2003، فقد النصب وظيفته الأساسية بحمل أعلام الدول المشاركة. وفي عام 1998، تمّ تكليف الفنان إحسان عنتابي والنحات مصطفى علي بتجديد واجهتي النصب اللتين صممهما الفنان عبد القادر أرناؤوط، فاستُخدم الزجاج المعشق، واستُبدلت فكرة الأعلام بالأشكال الهندسية المجرّدة بشكل زخرفي فني جميل يمزج بين النار والوردة الدمشقية، ضمن تشكيلات هندسية غير متماثلة تعكس التفاعل بين الجمال والقوة، ليكون هذا النصب واحداً من أهم وأكبر واجهات الزجاج المعشق في العالم.

مؤخراً، وبهدف استعادة جمالية النصب، قامت محافظة دمشق في مطلع عام 2025 بإعادة تأهيله من جديد، وأشرفت على أعمال صيانته وتأهيله وتركيب نظام إنارة خاص به، وقامت ورشات مديرية الحدائق بإعادة تأهيل المساحة الخضراء التي تحيط به، ووضع سور لحمايته.

مشاركة المقال: