الإثنين, 8 سبتمبر 2025 11:40 AM

مقديشو: شاطئ ليدو وسوق السمك.. قصة ارتباط الصوماليين بالبحر رزقًا وثقافة

مقديشو: شاطئ ليدو وسوق السمك.. قصة ارتباط الصوماليين بالبحر رزقًا وثقافة

في العاصمة الصومالية مقديشو، يعتبر شاطئ ليدو أكثر من مجرد مكان للنزهة؛ إنه مساحة حيوية تنبض بالحياة. ويروي سوق السمك فيه قصة علاقة الصوماليين بالبحر كمصدر للرزق والثقافة والحياة.

يمتلك الصومال أطول ساحل على البر الرئيسي الإفريقي، يمتد على المحيط الهندي بطول 3300 كيلومتر، ويشتهر بشواطئه الزرقاء الصافية ومأكولاته البحرية الوفيرة.

يُعد شاطئ ليدو في مقديشو ملتقى شعبيًا للسكان المحليين والسياح، خاصةً في أيام الجمعة، التي تمثل العطلة الرسمية في البلاد.

يقع سوق "كاوانكا مالايغا" للأسماك على هذا الشاطئ، وهو محطة رئيسية في سلسلة إمداد المدينة بالمأكولات البحرية.

يعتبر السوق مركزًا حيويًا، حيث تُجلب الأسماك الصغيرة التي يتم اصطيادها في الصباح الباكر، ثم تُنظف وتُباع طازجة.

أسماك طازجة من المحيط

يصطاد الصيادون الصوماليون الأسماك في قوارب صغيرة بالقرب من الشاطئ، مما يحافظ على جودتها ويضمن تدفقًا مستمرًا لتلبية احتياجات الناس.

يحظى السردين والأسماك الصغيرة الأخرى بشعبية كبيرة نظرًا لقيمتها الغذائية العالية.

تتركز المساومة في السوق عادةً على جودة السمك وطزاجته، ولكن الأسعار قد تتقلب تبعًا لكمية الصيد وظروف البحر.

في حديث لوكالة الأناضول، أوضح الصياد طه إسماعيل علي شريف أن الزبائن يفضلون عمومًا الأسماك الصغيرة.

وأضاف شريف أن الأسماك الكبيرة تُصطاد من مناطق بعيدة وعميقة في البحر، بينما تُصطاد الأسماك الصغيرة من مناطق أقرب إلى الشاطئ، مشيرًا إلى أن الأسماك الصغيرة أغلى ثمنًا، ومؤكدًا أنه يفضل صيدها.

وتابع شريف: "يظن الناس أننا جائعون، لكننا نملك محيطًا كبيرًا وإمكانات هائلة. لسنا جائعين. إذا أردتم المساعدة، يمكنكم بدء مشروع تجاري لنا، نحن قادرون على ذلك حقًا".

مساحة للتواصل الاجتماعي

يُعد سوق السمك أيضًا مساحة للتواصل الاجتماعي للسكان المحليين.

فبينما يلعب الأطفال في جانب، تنظف النساء الأسماك في ورش ما بعد البيع، مما يحافظ على حيوية ثقافة السوق وسط الأصوات والروائح.

يرى الخبراء أن الاستثمار في البنية التحتية للسوق، مثل مرافق التبريد والتخزين، من شأنه أن يزيد من إمكانات صيد الأسماك في الصومال.

وجهة شعبية

يشتهر شاطئ ليدو بمياهه الزرقاء النقية، وهو من أكثر الوجهات شعبية لدى سكان مقديشو.

في أيام الجمعة، يزدحم الشاطئ بالصوماليين، حيث يسبح البعض في مياه المحيط الباردة، بينما يلعب آخرون الكرة على الرمال.

تُنقل الأسماك من القوارب إلى الشاطئ، بينما يلتقط الصوماليون الصور ويستمتعون بأشعة الشمس.

وسط هذه المشاهد الاجتماعية النشطة، يظل هذا الشاطئ وسوق السمك في ليدو رمزًا حيًا لارتباط مقديشو بالبحر وقيمها الثقافية والاقتصادية.

مشاركة المقال: