السبت, 6 سبتمبر 2025 08:21 PM

وزير الحرب الإسرائيلي يتباهى بتدمير برج السوسي في غزة ويهدد بتصعيد الهجمات على المباني العالية

وزير الحرب الإسرائيلي يتباهى بتدمير برج السوسي في غزة ويهدد بتصعيد الهجمات على المباني العالية

تباهى وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم السبت، بتدمير برج السوسي السكني في مدينة غزة، والذي كان يؤوي مئات النازحين. وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيواصل تدمير المباني العالية في المنطقة، وذلك ضمن عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال المدينة بالكامل.

نشر كاتس مقطع فيديو قصير على حسابه في منصة "إكس" يظهر لحظة تدمير البرج، وعلق قائلاً: "مستمرون".

وأفاد مراسل الأناضول بأن مقاتلات إسرائيلية قصفت برج السوسي بعد دقائق من إنذار الجيش الإسرائيلي بإخلائه.

البرج المستهدف، الذي تم تسويته بالأرض، كان مكوناً من 15 طابقاً ويضم أكثر من 60 شقة، ويقع بالقرب من مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ودمر الجيش الإسرائيلي يوم السبت برجاً سكنياً في حي الرمال بمدينة غزة، بعد دعوة سكان المدينة إلى مغادرتها والتوجه إلى منطقة المواصي جنوباً، استعداداً لتنفيذ هجوم بري على المدينة.

وفي رسالة موجهة إلى سكان غزة غداة تدمير برج مشتهى الشاهق في حي الرمال أيضاً، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية، أفيخاي أدرعي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "ابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي منطقة إنسانية".

وأضاف أدرعي: "اغتنموا الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، وانضموا إلى الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل".

وفي وقت لاحق من يوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير برج في جنوب غرب مدينة غزة، وقال المتحدث باسمه في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الجيش "أغار على مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة كانت تستخدمه حماس".

وأفاد شهود وكالة فرانس برس بأن المبنى المذكور هو برج السوسي.

وفي وقت سابق، دعا الجيش الإسرائيلي سكان برج السوسي وبرج الرؤيا، الذي يبعد عنه مئات الأمتار وكلاهما في حي الرمال، إلى إخلائهما قبل استهدافهما.

من جانبه، نشر وزير الدفاع يسرائيل كاتس على منصة إكس مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه انهيار المبنى، وأرفقه بكلمة "مستمرون".

ويوم الجمعة، كتب كاتس كلمة "بدأنا" عقب تدمير برج مشتهى.

وأقرت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً خطة للسيطرة على غزة في شمال القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المئة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتكدس فيها نحو مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من "كارثة".

تواصل إسرائيل عمليات التدمير غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة "منخرطة في مفاوضات معمقة جداً مع حماس". ومتحدثاً عن الرهائن، قال ترامب "قلنا أفرجوا عنهم جميعاً الآن، أفرجوا عنهم جميعاً"، مشيراً إلى احتمال وفاة عدد أكبر منهم.

ومن بين 251 شخصاً اختُطفوا في هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال 47 محتجزين في غزة، 25 منهم توفوا، وفق الجيش الإسرائيلي.

ورغم أن حركة حماس وافقت في آب/أغسطس على اقتراح الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر لاتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تطالب الحركة بإلقاء سلاحها وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال أدرعي إن القوات الإسرائيلية ستوسع عملياتها البرية في مدينة غزة، وإن منطقة المواصي في خانيونس التي تسميها إسرائيل "منطقة إنسانية" تضم "بنى تحتية إنسانية حيوية مثل مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومرافق تحلية مياه إلى جانب توفير متواصل لمواد غذائية وخيم وأدوية ومواد طبية سيتم ادخالها بتنسيق بين وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق والمجتمع الدولي".

وأضاف أن "جهود إدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة وملاءمة البنى التحتية ستستمر بشكل متواصل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتوازي مع توسيع المناورة البرية".

منذ بداية الحرب، شن الجيش الإسرائيلي الكثير من الغارات الجوية على مناطق أعلنها "إنسانية" و"آمنة" للسكان، مشيراً إلى أنه يستهدف مقاتلي حماس المختبئين بين المدنيين.

وقال عبدالناصر مشتهى (48 عاماً) النازح المقيم في خيمة في منطقة الجندي المجهول في غرب مدينة غزة، بعد مغادرته حي الزيتون الذي تعرض للقصف، "الجيش يكذب على الناس، إذا ذهبنا للحصول على مساعدات طحين ومعلبات غذائية يطلقون النار".

وأضاف لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "حالياً سنبقى في مكاننا… كل مناطق غزة والجنوب فيها قصف وموت".

من جانبه، أكد بسام الأسطل (52 عاماً) الذي نزح مع عائلته إلى منطقة المواصي، أن "أسوأ منطقة هي المواصي… ليست منطقة إنسانية ولا منطقة آمنة، أكبر عدد للشهداء يومياً في المواصي ولا توجد فيها أماكن للخيام ولا خدمات إنسانية، ولا مياه وصرف صحي ولا مساعدات غذائية".

وبعد 700 يوم على هجومها على إسرائيل والذي اندلعت على إثره الحرب، نشر الجناح العسكري لحركة حماس الجمعة، مقطع فيديو يظهر فيه رهينتان إسرائيليان اختطفا في الهجوم، على قيد الحياة في مدينة غزة أواخر الشهر الماضي.

ويظهر في الفيديو الرهينة جاي جلبوع دلال في سيارة تجول بين مبان مدمرة، يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باللغة العبرية عدم تنفيذ الهجوم العسكري المخطط له للسيطرة على مدينة غزة.

ثم يظهر وهو يلتقي رهينة آخر هو الون أوهيل. وهذا أول فيديو يُنشر لأوهيل منذ اختطافه.

وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى أسرتي الرهينتين. ونقل بيان لمكتب عن نتانياهو قوله "لن يضعفنا أي مقطع فيديو دعاية شريرة أو يحيدنا عن تصميمنا" على سحق حماس وتحرير الرهائن.

أسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن استشهاد 64368 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

مشاركة المقال: