الإثنين, 8 سبتمبر 2025 05:22 AM

في أي زمن نعيش؟ دعوة إلى زمن المحبة والسلام والعدالة

في أي زمن نعيش؟ دعوة إلى زمن المحبة والسلام والعدالة

بقلم: سمير حماد

ذات مرة قيل للناقة: في عنقك التواء، فأجابت ساخرة: متى كان في عنقي استواء؟ أظن أن الكثيرين سيجيبون إذا سئلوا عن زماننا: نحن في زمن الالتواء لا الاستواء. زماننا هو زمن المراوغة والاحتيال، صوت الكذابين والمحتالين والمزاودين والمنافقين والخونة هو الطاغي.

يوهمونك أنهم مخلصون وما هم كذلك، ويوهمونك أنهم تقاة لكن أعمالهم تفضحهم. ديدنهم الرياء والكذب وبيع الأوطان والذمم، والخداع والغش شعار حياتهم، المتخفي تحت أستار واهية لا تخفى على العميان. يضحكون على الطيبين بكلامهم المعسول، وما أن تُفضح حيلهم حتى يختفوا أو يلفقوا القصص الشنيعة ليواروا خداعهم، ويفتشوا عن ألاعيب جديدة يمارسون عبرها فهلويتهم وغشهم ومكرهم وإجرامهم، متجاهلين رصد الأيام لإجرامهم وأن عين القدر لا تنام، وأن (من سره زمن ساءته أزمان).

اختفى التقاة، الأعفاء، ورافضو بيع الذمم، واللف والدوران، ورافضو اغتيال فرح الناس ونهب جيوبهم، وتدنيس الأرض والكرامة. اختفى من رفضوا أن يكونوا منافقين متسلقين، حتى باتوا مهمشين، يسخر المجتمع المريض من سذاجتهم وغفلتهم وطيبتهم، واعتبروا مغرورين، ومُغرراً بهم، يمكن اصطيادهم بأوهى شباك الاحتيال والنصب.

ما أحوجنا إلى زمان جديد، ترفع فيه شعارات المحبة والأخوة والسلام والعدالة، وتنتفي فيه شعارات الكراهية والحقد والخيانة والنفاق. مجتمعنا الجريح بحاجة إلى من يضمد جراحه ويخلصه من أورامه، كفاه من الويلات ما عانى، ومن الصراعات ما ذاق، ومن المآسي ما مزق أرضه وشرد بنيه ودمر اقتصاده. مجتمعنا بحاجة إلى من يداوي سقمه ويرفع عنه مصائبه، ويردم الهوة بين الأخوة، ويعيد إليه شرفاءه القابعين في الزوايا والظلال، ويطرد الدجالين واللصوص خارج أرضه الطهور.

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: