تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات، إذ تعكس بشكل واضح الأوضاع المعيشية الصعبة، وتترك آثارًا سلبية على الأطفال والمجتمع على حد سواء. يحذر د. أكرم خولاني من أن هذه الظاهرة تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة، وانتشار الأمية والجهل، وتعيق نمو المجتمع وتطوره في مختلف المجالات.
مخاطر التسرب المدرسي
يعرف التسرب المدرسي بأنه انقطاع الطالب عن الدراسة وعدم إتمام المرحلة التعليمية. وتشمل مخاطره:
- انتشار الجهل وتراجع المجتمع: التعليم ليس مجرد معلومات، بل هو ثقافة ضرورية للتخلص من الجهل الاجتماعي. ابتعاد الأطفال عن البيئة المدرسية المتنوعة ثقافيًا واجتماعيًا يحصرهم في بيئات مغلقة، مما قد يؤدي إلى التعصب وعدم تقبل الآخر.
- ارتفاع معدلات الجريمة: إهمال الأطفال يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل المجرمين، وقد يغرس فيهم مبادئ خاطئة تجعلهم مجرمين في المستقبل.
أسباب التسرب المدرسي
قد يكون التسرب المدرسي ناتجًا عن أسباب شخصية تتعلق بالطفل، أو أسرية، أو مدرسية، أو مجتمعية. غالبًا ما تتضافر هذه الأسباب لتزيد من انتشار الظاهرة.
مشكلات لدى الطفل:
- تدني التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم.
- ضعف القابلية للتعلم.
- أصدقاء السوء.
مشكلات لدى الأسرة:
- الطلاق والانفصال، مما يقلل من اهتمام الأهل بالأبناء.
- وفاة أحد الوالدين، خاصة الأم، مما يدفع بعض الفتيات لترك المدرسة لرعاية إخوتهم الصغار.
- عدم تشجيع الأهل للطالب وعدم مساعدته في التغلب على صعوبات التعلم.
- عدم اهتمام الأسرة بالتعليم بسبب العادات والتقاليد.
- لجوء الطالب إلى العمل بسبب فقر الأسرة.
مشكلات في البيئة المدرسية:
- نفور الطالب من المدرسة وعدم الشعور بالانتماء.
- التعرض للعقاب المعنوي والبدني من قبل المعلمين.
- شعور الطالب بالتمييز واهتمام المعلمين بالمتفوقين فقط.
- عدم توفر مدارس مهنية في مختلف المناطق.
- عدم وجود أشخاص مقربين من الطالب في المدرسة.
- الأساليب التقليدية المملة في التدريس.
- مشكلات في المناهج التربوية التي تركز على الجانب النظري وتهمل الجانب التطبيقي.
- ضعف ارتباط المناهج بالبيئة المحيطة بالطالب.
- أسلوب المعلم الذي قد لا يجذب الطالب للمادة الدراسية.
مشكلات مجتمعية:
- تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، مما يزيد من تكاليف التعليم.
- انتشار عمالة الأطفال بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.
- إهمال المدارس لموضوع التسرب المدرسي.
- النتائج التي يحققها أصحاب الشهادات العلمية على مستوى العمل والدخل.
- زواج القاصرات، المنتشر في المجتمع العربي والسوري خاصة.
الإجراءات العلاجية للحد من التسرب المدرسي
يجب أن تشمل الإجراءات العلاجية سن قوانين واضحة وعقوبات شديدة لمنع عمالة الأطفال وإجبارهم على إكمال تعليمهم، وإيجاد حلول للمشكلات التي تؤدي إلى التسرب، وذلك من خلال:
- تحسين الوضع الاقتصادي العام وتوفير الدعم للأسر الفقيرة.
- توفير بيئة تعليمية صحية وممتعة وتطوير المناهج ورفع كفاءة المعلمين.
- توفير الأدوات الضرورية للتعليم مجانًا.
- توفير رواتب مناسبة للمدرسين.
- توفير فرص عمل للخريجين الجدد.
- نشر مراكز لمحو الأمية وتوفير تعليم مهني للمتسربين.
- تنظيم حملات توعوية بأهمية التعليم ومخاطر التسرب وعمالة الأطفال وزواج القاصرات.