الإثنين, 8 سبتمبر 2025 03:16 PM

بانياس تتطلع إلى استعادة مجدها الرياضي: جهود لإعادة تأهيل المدينة الرياضية المتضررة

بانياس تتطلع إلى استعادة مجدها الرياضي: جهود لإعادة تأهيل المدينة الرياضية المتضررة

عنب بلدي – شعبان شاميه يترقب أهالي منطقة بانياس في ريف محافظة طرطوس والفعاليات الرياضية المحلية بفارغ الصبر عودة المدينة الرياضية إلى رونقها السابق، فهي تعتبر من أهم المنشآت الرياضية والاجتماعية في الساحل السوري.

خلال السنوات الماضية، قام النظام السابق بتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية، وتعرضت للسرقة والنهب، بالإضافة إلى تدهور بنيتها التحتية بسبب العوامل الجوية والإهمال وعدم إجراء أي صيانة.

أفاد مدير الرياضة والشباب في محافظة طرطوس، معاوية حمامي، لعنب بلدي، أن الكشف على المدينة أظهر حاجتها إلى إعادة تأهيل شاملة، فالترميم وحده لا يكفي. وأوضح أن أسفل المدرجات والقاعات متآكل، وقضبان الحديد ظاهرة بسبب الإهمال واستغلال النظام السابق لها في أعمال عسكرية، إضافة إلى الصدأ الناتج عن الأمطار والرطوبة وملوحة البحر لقربها من الواجهة البحرية.

وأضاف حمامي أن المسطح الأخضر (الملعب) هو الجزء الوحيد الذي يمكن إعادة تأهيله وإصلاح "المرشات" واستثماره للتدريب فقط، فهو غير صالح للمباريات. كما أشار إلى أن جميع المولدات وأجهزة التبريد والمعدات الكهربائية قد سُرقت.

تحديات ومحاولات

بدأ المسؤولون عن قطاع الرياضة خطوات لجعل الملعب متاحًا لرياضيي المنطقة للاستخدام في التدريب، وفقًا لمدير الرياضة والشباب في طرطوس. وأشار إلى أعمال قص الأعشاب الطويلة ورش المبيدات والتسميد، بمساعدة الرياضيين والعاملين في نادي بانياس الرياضي لتوفير القوى العاملة اللازمة لتجهيز الملعب في أسرع وقت ممكن.

وفيما يتعلق بالمدة الزمنية لعودة المنشأة إلى الخدمة، استبعد حمامي أن يكون ذلك قريبًا، لأن إعادة التأهيل الكاملة تتطلب عملًا كبيرًا. وأشار إلى أن النظام السابق حوّل المدينة الرياضية لسنوات إلى معتقل للتعذيب ومقر لأفراده "الذين عاثوا فسادًا وقاموا بتخريبها".

وأوضح حمامي أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية وشرح الوضع الهندسي للمدينة الرياضية من قبل متخصصين، وأنه يجب التريث لأن البلاد في مرحلة التعافي، معربًا عن أمله في أن تكون المنشآت الرياضية ضمن أولويات العمل الحكومي.

نفى حمامي علمه بوجود أي تعاون مع جهات دولية لإعادة تفعيل مدينة بانياس الرياضية، مشيرًا إلى أن إعادة تفعيلها تتطلب إمكانات فنية ومالية كبيرة، وتمنى من الجهات الدولية تقديم الدعم والمساعدة لعودة المنشأة إلى سابق عهدها.

خطوات سابقة

تعمل مديرية الرياضة والشباب في طرطوس على إعادة تأهيل الصالة الرياضية في طرطوس، تنفيذًا للخطة الوزارية الخاصة بترميم وتطوير المنشآت الرياضية في سوريا، بهدف توفير بيئة مناسبة للتدريب واستضافة البطولات، بحسب ما صرح به حمامي سابقًا.

كما خفضت مديرية الرياضة والشباب في طرطوس مؤخرًا رسوم الاشتراكات في الألعاب لتصبح "رمزية"، وفقًا لحمامي، مراعاة لمستوى دخل الأفراد، لتمكين الجميع من ممارسة أي نوع من الرياضة، مشيرًا إلى أن الفرق في الرسوم بينهم وبين ما تتقاضاه بعض الأكاديميات الخاصة "كبير جدًا".

يواجه العمل الرياضي في محافظة طرطوس تحديات تتمثل في ضعف البنية التحتية، وافتقار بعض الأندية إلى ملاعب ومنشآت خاصة تمكنها من ممارسة أنشطتها بانتظام، مثل حاجة نادي الدريكيش لكرة اليد إلى ملعب خاص، وعدم امتلاك نادي بانياس منشأة رياضية مناسبة، على الرغم من أن مدينة بانياس تتمتع بخزان بشري رياضي يجب استثماره لخدمة مستقبل الرياضة في المحافظة.

تعرضت أكثر من نصف المنشآت الرياضية في سوريا لأضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل منذ عام 2011، نتيجة العمليات العسكرية أو الإهمال الناتج عن النزوح وانقطاع التمويل، وتحولت العديد من الملاعب إلى مساحات مهجورة أو أنقاض، وفقدت الصالات المغلقة تجهيزاتها الأساسية.

أطلقت وزارة الرياضة والشباب المرحلة الثانية من خطتها الشاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية في سوريا، ضمن مشروع تقول إن تمويله متوفر ويهدف إلى إعادة الحياة إلى الملاعب والصالات المتضررة في مختلف المحافظات، مع التركيز على تطبيق معايير فنية وخدمية حديثة.

تم الإعلان عن البدء بالمرحلة الثانية في 30 من تموز الماضي، بعد الانتهاء من المرحلة الأولى لإعادة التأهيل، التي ركزت على تنظيم عقود الاستثمار. وكشف مدير مديرية المنشآت والاستثمار المركزية في وزارة الرياضة والشباب، المغيرة حاج قدور، لعنب بلدي، في وقت سابق، أن التمويل المخصص للمرحلة الثانية من الخطة تم رصده ضمن الموازنة الاستثمارية للوزارة للعام المقبل.

مشاركة المقال: