الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 01:38 AM

مأساة في دمشق: رحلة علاج من الرقة تنتهي بوفاة مريضة بعد عملية جراحية

مأساة في دمشق: رحلة علاج من الرقة تنتهي بوفاة مريضة بعد عملية جراحية

لطالما عانت مدينة الرقة من نقص حاد في الخدمات الصحية، تجلى ذلك في الافتقار إلى المستشفيات المتخصصة والتجهيزات الطبية الحديثة. هذا الواقع المرير دفع العديد من المرضى وعائلاتهم إلى السفر نحو العاصمة دمشق بحثًا عن العلاج المناسب.

إحدى هذه القصص المؤلمة هي قصة السيدة (س.ع) التي قدمت من الرقة. كانت تعاني من وجود كتلة تحت اللسان، ورأت في التدخل الجراحي الأمل الوحيد. توجهت إلى مشفى الرازي في دمشق، حيث خضعت للعملية يوم الخميس الماضي. وبعد ساعات، أعلن الطبيب عن نجاح العملية، لكن فرحة الأهل لم تدم طويلًا، إذ سرعان ما تحول هذا "النجاح" المزعوم إلى فاجعة بوفاة المريضة.

فما الذي حدث تحديدًا؟ تشير مصادر طبية متخصصة إلى أن جراحات استئصال أورام الفم واللسان تعتبر من العمليات ذات الخطورة العالية، خاصة فيما يتعلق باحتمالية حدوث انسداد مفاجئ في مجرى الهواء بعد الجراحة. فبعد إزالة الكتلة، قد يحدث تورم شديد في الأنسجة المحيطة، بالإضافة إلى تجمع الإفرازات وصعوبة البلع، مما قد يؤدي إلى استنشاق هذه المفرزات إلى الرئة (Aspiration) وبالتالي حدوث انسداد حاد في مجرى التنفس أو تطور التهاب رئوي حاد.

لهذا السبب، توصي البروتوكولات الطبية العالمية بإجراء فتحة هوائية (فغر رغامي)، أو على الأقل إبقاء المريضة تحت مراقبة دقيقة في وحدة العناية المشددة، مع توفير أجهزة شفط وأوكسجين بشكل دائم. ولكن في حالة السيدة (س.ع)، لم يتم تنفيذ أي من هذه الإجراءات، بحسب ما أفادت به العائلة. فبعد ساعة واحدة من خروجها من غرفة العمليات، بدأت تعاني من ضيق تنفس متزايد. طلب ذووها استدعاء طبيب صدرية، إلا أن كادر المشفى اكتفى بالقول: "لا داعي". ومع غياب التدخل الطبي المناسب، تدهورت حالتها بشكل سريع حتى فارقت الحياة اختناقًا. وعلى إثر ذلك، تبادل الأطباء والممرضون الاتهامات بالتقصير.

هذه الحادثة تضع وزارة الصحة أمام مسؤولياتها الكاملة، وتستدعي إجراء تحقيق فوري ومحاسبة المقصرين، بالإضافة إلى فرض رقابة صارمة على المشافي الخاصة. زمان الوصل.

مشاركة المقال: