الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 06:12 PM

طرطوس: أعباء الدراسة تثقل كاهل الأسر وتفاقم الأزمة الاقتصادية

طرطوس: أعباء الدراسة تثقل كاهل الأسر وتفاقم الأزمة الاقتصادية

مع بداية العام الدراسي الجديد، تتفاقم معاناة الأسر في مدينة طرطوس وريفها، حيث أصبحت تكاليف التعليم عبئاً مالياً كبيراً يهدد استمرار تعليم أبنائهم، وذلك في ظل غياب شبه كامل للدعم الحكومي أو من المنظمات الإنسانية.

أشار الأهالي لمنصة إخبارية إلى أن الأعباء المالية للمستلزمات المدرسية تجاوزت قدرة الكثير من الأسر، ما أدى إلى التفكير في سحب الطلاب من المدارس.

الابتدائي بـ 300 ألف والإعدادي نصف مليون

يقول عبد الله أحمد، من سكان ريف طرطوس، إن التحضير للموسم الدراسي هذا العام كان بمثابة "كارثة مالية" على الأسر المتوسطة والفقيرة. وأوضح أن تكاليف الطالب في المرحلة الابتدائية وصلت إلى حوالي 300 ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ لا يشمل الكتب أو الرسوم المدرسية، بل فقط اللباس المدرسي والحقيبة والقرطاسية. أما في المرحلة الإعدادية، فيرتفع المبلغ إلى 500 ألف ليرة تقريباً. وبالنسبة للمرحلة الثانوية، فالوضع أصعب بسبب مصاريف المواصلات والدروس الخصوصية وأحياناً الأدوات التقنية مثل الحاسوب أو الطابعة.

وأضاف أن أكثر من 70% من الأهالي في طرطوس وريفها يضطرون للاقتراض من الأقارب أو من تجار الزيتون استعداداً لموسم قطف الزيتون القادم، على أمل سداد الديون من عائداته. وأشار إلى أن بعض العائلات تعتمد على المساعدات العابرة أو الحوالات من الأقارب في الخارج، وأن نشاط المنظمات لا يزال بعيداً عن الاحتياجات الفعلية للسكان، ولا يغطي سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز 2% من الأسر المحتاجة.

التعليم صار ترفاً

يروي محمد منلا معاناته كأب لشابين في المرحلة الإعدادية والثانوية، حيث لم يعد بإمكانه تحمل تكاليف الدراسة، خاصة مع تدني مستوى التحصيل الدراسي لأبنائه. وأوضح أنه قرر إيقافهم عن المدرسة والبحث لهم عن عمل، معتبراً أن التعليم أصبح رفاهية.

ويوضح محمد أن قراره لم يكن سهلاً، لكنه اضطر إليه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وأنه يرى أن الأولى بأبنائه اكتساب حرفة أو الالتحاق بعمل يعينهم على الحياة، بدلاً من إنفاق المال على تعليم قد لا يفيدهم.

ويؤكد أن هذه الظاهرة منتشرة بين كثير من الأسر في الأحياء الشعبية وريف طرطوس، وأن عدداً كبيراً من الطلاب قد تركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بالعمل.

أزمة متفاقمة وغياب للحلول

يجمع عبد الله ومحمد على أن غياب أي خطة حكومية لدعم الأسر في تكاليف التعليم وتقاعس المنظمات عن تقديم مساعدات حقيقية، يفاقم الأزمة ويدفع بالمزيد من الأطفال نحو الانقطاع عن الدراسة، ما يهدد بجيل ضائع ومزيد من البطالة والفقر في المستقبل.

ويختتم عبد الله حديثه بدعوة إلى حلول جذرية ودعم فعلي يشمل اللباس المدرسي والحقائب والكتب، معتبراً أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وليس سلعة.

وفي ظل تدهور القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، يتحول الموسم الدراسي إلى كابوس، وتتحول المدارس إلى بوابات للديون والفقر.

مشاركة المقال: