أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على ضرورة وضع استراتيجية للأمن الوطني قبل مناقشة أي مقترحات لحصر السلاح بيد الدولة. وحذر من مشروع «إسرائيل الكبرى» الذي يستهدف لبنان والدول العربية، خاصة بعد العدوان على قطر، داعياً الدول العربية إلى دعم المقاومة أو على الأقل عدم طعنها.
وخلال احتفال بمناسبة المولد النبوي، دعا قاسم إلى العودة إلى الأولويات الأربع: وقف العدوان على لبنان، انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان والمناطق المحتلة، الإفراج عن الأسرى، وبدء عملية الإعمار. وشدد على أن استراتيجية الأمن الوطني هي السبيل الوحيد للحل.
وانتقد قاسم القرارات التي اتخذتها الحكومة في جلستي 5 و7 آب، واصفاً إياها بأنها غير ميثاقية وكادت أن تؤدي إلى فتنة كبرى. وأشاد بدور الثنائي الشيعي الوطني، وحركة الرئيس نبيه بري، وتجاوب رئيس الجمهورية وقائد الجيش، وفشل الموقف الأميركي و«خُدّام إسرائيل» في الداخل.
ودعا قاسم من يرفضون وجود سلاح خارج يد الدولة إلى الصبر حتى وقف «العدوان الإسرائيلي المستمرّ والمتكرّر والحرب على لبنان»، مؤكداً على إمكانية حل المشكلة الداخلية عبر استراتيجية الأمن الوطني. كما دعا اللبنانيين إلى الوحدة والانتباه، مشيراً إلى أن استمرار المقاومة وقوة لبنان هما مصلحة للجميع.
وجدد قاسم التأكيد على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وأن لإسرائيل أطماع توسعية في لبنان. وشدد على أن أعلى مراتب الوطنية هي الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض.
وأوضح أن المقاومة أسقطت أهداف إسرائيل، ومنعتها من الاجتياح، وهي الآن مردوعة. وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 كان يهدف إلى وقف العدوان وإخراج العدو من أرض لبنان، لكن كلا الهدفين لم يتحققا حتى الآن.
ووصف قاسم تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار في لبنان بأنه «تدليس على الناس»، مبيناً أن أسباب الانهيار هي الفساد، والتجاذب الداخلي، وطموحات الهيمنة بمعونة الأجنبي، وتجاوز الدستور والقوانين، وعدم تطبيق اتفاق الطائف. وأضاف أن العدوان الإسرائيلي زاد من مشاكل لبنان.
وأكد أن المقاومة ساهمت في انطلاق مسيرة العهد الجديد مع انتخاب الرئيس جوزاف عون، وفي الوقوف سداً منيعاً أمام الأهداف الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بالوساطة الأميركية، قال قاسم إنها «متآمرة بالكامل مع إسرائيل»، وأن أميركا تريد أن تستحوذ على لبنان وتعطي إسرائيل ما تريد. وحذر من أن الأميركيين يريدون نزع سلاح المقاومة إما سلماً أو عسكرياً، بهدف إضعاف لبنان وجعله لقمة سائغة تحت عنوان مشروع «إسرائيل الكبرى».
وحول العدوان الإسرائيلي على قطر، قال قاسم إنه «عدوان كبير جدّاً»، وإنه جزء من مشروع إسرائيل الكبرى. وحذر من أن إسرائيل قد تضرب في أي مكان في العالم العربي.
واقترح قاسم على الدول العربية والإسلامية أن تدعم المقاومة، أو على الأقل ألا تطعنها في ظهرها، وألا تقف إلى جانب إسرائيل.