يعاني أهالي قرية العجاج بريف الرقة الغربي من أزمة حادة في الحصول على مياه الشرب منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك عقب تضرر شبكات المياه خلال فترة النزاع. وقد اضطر السكان، نتيجة لهذه الأزمة المستمرة، إلى الاعتماد على مصادر غير آمنة كمياه الري أو شراء المياه من الصهاريج المتنقلة بأسعار باهظة، مما زاد من معاناتهم اليومية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
تقول أمينة العلي، إحدى سكان القرية، في تصريح: "إن غياب المياه النظيفة يزيد من صعوبة حياتنا، فنحن مجبرون إما على شراء المياه بأسعار مرتفعة أو جلبها من قنوات الري، وهو ما يؤثر سلباً على صحة أطفالنا."
وتحذر إيمان الغانم من المخاطر الصحية المترتبة على هذا الوضع، مؤكدة في حديثها: "لقد تعرض أطفالي لمشكلات صحية نتيجة استخدام مياه غير نظيفة، وحتى مستوى النظافة الشخصية تأثر بسبب ندرة المياه."
من جانبهم، يشكو السكان من عدم وجود حلول جذرية وضعف استجابة الجهات المعنية. ويوضح أحمد العجاج: "نحن بحاجة ماسة إلى حلول فعلية، سواء بإعادة تأهيل شبكات المياه أو توفير بدائل آمنة، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد."
وفي المقابل، صرح مصدر مسؤول في مؤسسة المياه بمدينة الرقة بأن قرية العجاج كانت تتغذى سابقاً بخط مياه قادم من قرية الرشيد، لكن كثرة السرقات والتجاوزات أدت إلى انقطاع الإمداد. وأضاف أن المؤسسة عملت مؤخراً على تمديد خط جديد من محطة الفتيح القريبة، إلا أن التجاوزات حالت دون استفادة جميع السكان. وأكد المصدر أن المؤسسة بصدد اتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المتجاوزين.
تبقى أزمة مياه الشرب في قرية العجاج من أبرز التحديات التي تتطلب استجابة عاجلة وخططاً مستدامة من قبل الجهات المعنية، لتأمين حق أساسي يمس حياة السكان وصحتهم بشكل مباشر.