تواجه ولاية شليسفيغ-هولشتاين، على غرار مناطق أخرى في ألمانيا، انخفاضًا ملحوظًا في عدد النوادي الليلية وصالات الرقص. تكشف بيانات المكتب الفدرالي للإحصاء عن تراجع عددها في الولاية من 75 إلى 44 ناديًا خلال السنوات العشر الماضية.
يعزو أصحاب هذه النوادي هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تفضيل الشباب لمنصات بث الموسيقى مثل “سبوتيفاي” وتطبيقات المواعدة مثل “تيندر”، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التشغيل والضرائب والرسوم. كما ساهمت تداعيات جائحة كورونا في ابتعاد جيلين كاملين عن تجربة الديسكو.
يعبر كاي-أوفه دامّان، مدير نادي “إيلا إيلا” في شليسفيغ، عن قلقه بشأن مستقبل ناديه الذي يحتفل هذا العام بمرور 40 عامًا على تأسيسه، قائلاً إنه “يصارع للبقاء”. ويشير إلى أن النادي كان يستقطب سابقًا ما يصل إلى ألف شخص في الليلة، بينما يجذب اليوم بضع مئات فقط. ويوضح أن الشباب يفضلون اللقاء في المنازل أو حضور المهرجانات الصغيرة، في حين تزداد الأعباء مع ارتفاع أسعار الطاقة والضرائب والإيجارات.
من جانبه، يرى آرتشي إبلر، صاحب ديسكو “تيبنزيه” قرب هايده، أن “عصر الديسكوهات يقترب من نهايته”، مؤكدًا أن مؤسسته لم تعد قادرة على الصمود لولا نشاطه التجاري الآخر في بناء الخيام.
يؤكد الاتحاد الفدرالي للأندية وصالات الرقص أن القطاع يواجه أكبر أزمة في تاريخه، حيث تتراجع أعداد الزوار بينما ترتفع التكاليف بشكل متواصل، في ظل غياب دعم حكومي كافٍ.
في محاولة للتكيف مع الوضع، يلجأ بعض المشغلين إلى استراتيجيات جديدة، مثل تعزيز إجراءات الأمن داخل النوادي، وتنظيم عروض وفقرات موسيقية “قابلة للمشاركة على إنستغرام”، واستضافة نجوم راب ودي جي عالميين لجذب الجيل الجديد. ومع ذلك، تبقى هذه المحاولات مكلفة ولا تضمن مستقبلًا مستقرًا للمشهد الليلي.