السبت, 13 سبتمبر 2025 11:35 AM

رويترز تكشف: أوامر إخلاء تحول حي السومرية بدمشق إلى مدينة أشباح وسط تساؤلات حول ملكية العقارات

رويترز تكشف: أوامر إخلاء تحول حي السومرية بدمشق إلى مدينة أشباح وسط تساؤلات حول ملكية العقارات

دمشق – نورث برس

أفاد سكان من حي السومرية في العاصمة السورية دمشق، في تصريحات لوكالة رويترز، بأن قوات أمنية نفذت مداهمات وعمليات إخلاء للمنازل في أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي، مما أثار حالة من الذعر على نطاق واسع وأدى إلى فرار العديد من العائلات، ليتحول الحي إلى ما يشبه "مدينة أشباح".

وأوضح السكان أن العائلات التي لم تتمكن من تقديم وثائق ملكية فورية لمنازلها، وُضعت علامة "أو" مكتوبة بالطلاء الأسود على جدران منازلهم، كما تم إلصاق أوامر إخلاء مطبوعة صادرة عن "لجنة الإسكان العامة التابعة للأمانة العامة لرئاسة الجمهورية".

وذكر أربعة من السكان، من بينهم ثلاثة تعرضوا للاعتقال، أن عشرات الرجال خضعوا لاستجوابات حول خدمتهم العسكرية خلال فترة حكم عائلة الأسد، بينما احتُجز آخرون في مبنى سكني تم تحويله إلى مركز للشرطة، حيث تعرضوا للضرب على أيدي مسلحين.

وقال علي بركات، عضو لجنة حي السومرية التي تمثل السكان: "أنا محامٍ وأسعى للحصول على الدكتوراه، وحتى أنا تعرضت للصفع"، وأضاف: "أعيش في منزلي منذ 40 عاماً. اشتراه والدي بدمه وعرقه ودموعه حتى يورثه لي. لن أتخلى عنه".

ولم تستجب وزارتا الإعلام والداخلية لطلبات التعليق على المداهمات أو أسبابها. كما رفض مسؤول أمني يُعرف باسم "أبو حذيفة" الرد على أسئلة رويترز حول العملية.

وأشارت رويترز إلى أن حي السومرية بدا وكأنه "مدينة أشباح"، حيث المنازل خالية من الأضواء والشوارع خالية من السيارات، بينما تنتشر قوات الأمن على مداخل المنطقة وتمنع الوصول إليها.

ويحمل حي السومرية رمزية خاصة في عهد عائلة الأسد، حيث استولى عليه رفعت الأسد في السبعينيات وأطلق عليه اسم ابنه سومر، بعد أن كان يُعرف بحي "البلان". وعلى مر العقود، مُنحت منازل وممتلكات في المنطقة لموالين وجنود، بينما تم تهجير عائلات سنية من ضواحٍ عدة.

من جانبه، صرح محافظ دمشق ماهر مروان في بيان خلال شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، بأن ما حدث في السومرية هو نتيجة "تراكم مشاكل الاستملاك الجائر والفساد العقاري عبر عقود من حكم النظام البائد"، مؤكداً التزام الدولة بحل القضايا "بعيداً عن التهجير أو الطرد القسري"، من خلال لجان قانونية خاصة.

وتسلط عمليات الإخلاء في السومرية الضوء على واحدة من أعقد المعضلات التي تواجه السلطات السورية اليوم، وهي كيفية معالجة إرث مصادرة الممتلكات وإعادة توزيعها، الأمر الذي ساهم على مدى عقود في تغذية التوترات الطائفية والاجتماعية.

تحرير: تيسر محمد

مشاركة المقال: