بدأت في باريس محاكمة ثلاث نساء يشتبه بانتمائهن سابقاً إلى تنظيم "داعش" في سوريا، وتواجهن اتهامات بتشكيل عصابة إرهابية. من بين المتهمات جنيفر كلان، ابنة شقيقة الأخوين جان ميشال وفابيان كلان، اللذين تبنيا باسم تنظيم "داعش" مسؤولية اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في فرنسا.
جنيفر كلان، البالغة من العمر 34 عاماً، هي قريبة قياديين في قسم الدعاية بالتنظيم، يُعتقد أنهما قُتلا في سوريا. وقد أعلن جان ميشال وفابيان كلان بصفتهما مسؤولين في تنظيم "داعش"، مسؤولية التنظيم عن هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً وأصابت أكثر من 350 آخرين في أماكن متفرقة مثل قاعة باتكلان للحفلات، وشرفات المطاعم، وسان دوني.
المتهمتان الأخريان هما كريستين آلان، والدة زوج جنيفر، ومايالين دوارت، سلفتها. وتواجه النساء الثلاث تهماً تتعلق بالانتماء إلى عصابة أشرار إرهابية أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس.
يذكر أن فابيان كلان تلا بيان تبني اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر، ورافقه شقيقه جان ميشال بأداء أناشيد دينية، وهو ما اعتبرته المحكمة في عام 2022 "دوراً أساسياً لنشر الإرهاب واستقطاب مقاتلين جدد"، وحكمت عليهما غيابياً بالسجن المؤبد.
في سعيها للالتحاق بخاليها في مصر، تزوجت جنيفر كلان في سن السادسة عشرة من كيفن غونو، الذي اختاره لها جان ميشال كلان. وفي عام 2014، انتقلت جنيفر وزوجها ووالدته كريستين آلان إلى الرقة في سوريا، حيث انضم كيفن غونو أيضاً إلى تنظيم "داعش".
كريستين آلان، البالغة من العمر 67 عاماً، كانت أستاذة واعتنقت الإسلام قبل سنوات من انتقالها إلى سوريا. وكانت تعاني من الاكتئاب، وتلقت دروساً في القرآن من ابنها البكر توما كولانج، الذي ولد في عام 1982 من زواج سابق، وكانت تعتبره "المنقذ".
توما كولانج بدوره، شجع زوجته مايالين دوارت، التي التقاها في منطقة الباسك في جنوب غرب فرنسا، ثم في جامعة تولوز، على اعتناق الإسلام. وقد تعرف كولانج في تولوز على فابينا كلان.
توجه الثنائي دوارت-كولانج إلى سوريا عدة مرات اعتباراً من عام 2004، قبل أن يستقرا فيها في عام 2014، بعد ثلاث سنوات من بدء النزاع في البلاد.
ووفقاً للائحة الاتهام التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، فإن انتقال المتهمات الثلاث إلى سوريا يأتي في إطار مواصلة "مسار بدأ قبل حوالى عشر سنوات ضمن الأيديولوجية السلفية-الجهادية".
تستمر المحاكمة أمام محكمة الجنايات الخاصة حتى 26 أيلول/سبتمبر، وتواجه المتهمات الثلاث احتمال الحكم عليهن بالسجن لمدة 30 عاماً. وكانت كريستين آلان وجينيفر كلان ومايالين دوارت قد طردن من تركيا ووجهت إليهن التهم عند وصولهن إلى فرنسا في أيلول/سبتمبر 2019، برفقة تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و13 سنة. وكن قد أوقفن قبل ثلاثة أشهر من ذلك في محافظة كلس التركية الحدودية مع سوريا.
أوقف كيفن غونو وتوما كولانج خلال تراجع تنظيم "داعش"، وحكم على الأول بالإعدام في العراق عام 2019.
واعتبر قضاة التحقيق أن النساء الثلاث "بقين لفترة طويلة" ضمن جماعات جهادية، وأنهن اخترن "عن معرفة" الانضمام إلى تنظيم "داعش" في سوريا بعد إعلان دولة الخلافة، واستفدن مع عائلاتهن من أجور ومساكن وفرها التنظيم.
تلاحق جنيفر كلان ومايالين دوارت أيضاً بتهمة الإخلال بواجباتهما كأمهات بعدما اقتادتا أولادهما الذين كانوا يقيمون في فرنسا "إلى منطقة حرب للانضمام إلى جماعة إرهابية وتعريضهم لخطر كبير".