لماذا يهرب الطلاب من مدارسهم؟ نظرة على أسباب الظاهرة وتأثيراتها وحلولها


هذا الخبر بعنوان "حين تصبح المدرسة عبئًا.. لماذا يهرب الطلاب؟" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٤ أيلول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
د. أكرم خولاني: تُعد ظاهرة هروب الطلاب من المدارس تحديًا كبيرًا يواجه العملية التعليمية في مختلف المجتمعات. إنها ليست مجرد غياب عن الدروس، بل هي علامة على وجود مشكلات أعمق تتعلق بالطالب والأسرة والمدرسة والمجتمع ككل. يؤثر هذا الهروب سلبًا على مستوى الطالب الدراسي ومستقبله، وقد يؤدي إلى التسرب من المدرسة، مما يسبب مشكلات مجتمعية مثل انتشار الأمية والجهل، ويعيق تطور المجتمع في مختلف المجالات. لذلك، تتطلب هذه الظاهرة معالجة شاملة ودراسة دقيقة لأسبابها من أجل إيجاد الحلول المناسبة.
يعني هروب الطالب من المدرسة قضاءه الوقت خارج الصف الدراسي خلال الحصص، في مكان غير معلوم للأهل ودون علمهم. هذا هو الفرق بين الهروب من المدرسة ورهاب المدرسة. ففي حالة الرهاب، يحاول الطالب الحصول على إذن من الأهل لعدم الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض أو غياب المعلم أو غيرها، ويقضي وقته في المنزل.
قد يكون الهروب كليًا، بمعنى أن الطالب لا يدخل المدرسة نهائيًا منذ الصباح، ثم يعود إلى المنزل بعد انتهاء الدوام. وقد يكون جزئيًا، حيث يغادر الطالب المدرسة خلال الدوام ثم يعود إليها، أو قد لا يعود إلى المدرسة ويعود مباشرة إلى المنزل بعد انتهاء الدوام. أو قد يهرب الطالب من حصة معينة، متحججًا بأي سبب للخروج من الصف وقضاء وقته متجولًا بين الصفوف أو في دورات المياه حتى انتهاء الحصة، ثم يعود لإكمال الدوام المدرسي.
أسباب هروب الطلاب من المدارس متعددة، وتشمل الجوانب التربوية والنفسية والأسرية والاجتماعية. من أبرز هذه الأسباب:
يجب تضافر الجهود بين المدرسة والأسرة والمجتمع لمكافحة هذه الظاهرة. يبدأ الدور بالاختصاصي الاجتماعي المدرسي في بناء علاقة مهنية مع الطالب، والاستماع إليه وفهم وجهة نظره، لمعرفة أسباب هروبه من المدرسة. ثم تأتي الخطوة التالية، وهي وضع خطة إرشادية لحل المشكلات التي تسببت في هروب الطالب من المدرسة سواء في البيئة المدرسية أو في المنزل، وتقديم الدعم المناسب للطالب عن طريق تشجيعه على الحضور للمدرسة، وذلك باستخدام المعززات المختلفة كالتعزيز الاجتماعي الذي يتضمن عددًا من الإجراءات، كالمديح، والتلاحم الجسدي كالربت على الكتف، والتعبيرات الإيجابية للوجه كالابتسامة، والتلاحم البصري، وكذلك تعزيز سلوك الانتظام في المدرسة. وبشكل عام، يجب توجيه الطالب للمشاركة في الأنشطة المدرسية التي تستهوي اهتماماته وتساعده على التعبير عن نفسه بشكل إيجابي.
تعد التوعية المستمرة داخل المدارس خطوة أساسية للحد من ظاهرة الهروب، حيث يجب تعليم الطلاب أهمية التعليم والالتزام بالحضور المدرسي. ونؤكد أهمية التدخل المبكر لحل أي مشكلة يواجهها الطالب في مراحلها الأولية، الأمر الذي يسهم في تجنب تفاقم المشكلة والوصول إلى نتائج إيجابية في نهاية المطاف.
سياسة دولي
اقتصاد وأعمال
سوريا محلي
سوريا محلي