يثير أداء بعض عناصر شرطة المرور في دمشق وريفها انتقادات متزايدة، بسبب ضعف التنظيم والرقابة، وعدم إلمام العناصر بمهام أساسية، بحسب ما رصدت عنب بلدي. تتجلى هذه المشكلات في عدم معرفة العناصر الجدد بخريطة المواقع الرسمية والأماكن العامة، وعجزهم عن مساعدة المواطنين في حل المشكلات الطارئة.
تواصلت عنب بلدي مع مدير إدارة المرور في سوريا، العميد فادي الهميش، لنقل هذه المشاهدات والاستفسار عن آلية توزيع العناصر والصعوبات التي تواجههم، في ظل قلة الكوادر والإمكانيات.
توزيع العناصر وأولويات العمل
أوضح العميد الهميش أن عدد عناصر شرطة المرور في دمشق يبلغ حوالي 800 عنصر، موزعين على ثمانية قطاعات، بالإضافة إلى ضباط جولة ومفرزة روافع وضابطة. بينما يبلغ عدد العناصر في ريف دمشق 250 عنصرًا، موزعين على خمسة قطاعات وضباط جولة، وتشمل هذه الأعداد الورديات الثلاث.
وأضاف أن توزيع العناصر يتم حسب الأولوية، حيث تُعطى الأماكن المزدحمة والدوارات والساحات ذات الأهمية المرورية العالية الأولوية، بينما يخصص العناصر الآخرون للإشارات والدوارات الأقل أهمية. وأشار إلى أن الازدحام الشديد والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي قد تتطلب وجود أكثر من شرطي لتغطية عمل الإشارة المرورية.
ردود على الشكاوى ومقترحات للتحسين
ردًا على ملاحظات عنب بلدي، أوضح العميد فادي الهميش أن عدم إلمام بعض العناصر بتفاصيل المناطق يعود إلى أن معظمهم ليسوا من أبناء المحافظة، ولم يمضِ على وجودهم وقت كافٍ للتعرف إلى الأماكن التفصيلية. كما أن التبديل المستمر بين النقاط المرورية يزيد من صعوبة اكتساب المعرفة.
واقترح العميد الهميش إمكانية إجراء دورة تثقيفية للعناصر، أو إنشاء خرائط تفاعلية في كل نقطة مرورية وتدريب الشرطة على استخدامها. وفيما يتعلق بترك بعض العناصر مواقعهم، أشار إلى أن الحل يكمن في زيادة عدد الضباط المكلفين بالجولات الميدانية أو تخصيص مراقبين لكل قطاع، وهو أمر يصعب تحقيقه حاليًا بسبب النقص في الكادر، مؤكدًا على حاجة العناصر لفترات راحة قصيرة.
مقترحات لاستقطاب الكوادر
يرى العميد فادي الهميش أن استقطاب عدد أكبر من العناصر يتطلب رفع الرواتب، وتقليل ساعات العمل، والسماح بعودة العناصر القدامى إلى الخدمة. وأشار إلى أن عودة العناصر السابقين ساهمت في ضبط الحركة المرورية ورفع مستوى أداء العناصر الجدد.
وكان معاون وزير الداخلية في حكومة دمشق المؤقتة السابقة، شادي اليوسف، قد صرح سابقًا لعنب بلدي، بأنه جرى انتقاء مجموعة من العاملين السابقين بشرطة المرور، وإعطاؤهم تعليمات صارمة عن ضرورة الالتزام بالنظام العام والتعامل الجيد مع الناس وتسيير أمورهم. وتولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بإكفاء العاملين ماديًا للحد من الفساد، وتتخذ إجراءات صارمة في حال حدوث أي تجاوزات.
يذكر أن الداخلية خصصت الرقم “115” للتواصل المباشر بالحالات الساخنة، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الناس من خلال انتشار شرطة المرور بالشوارع.