عقد نفطي سوري روسي: هل تستفيد دمشق أم موسكو؟ تحليل لاتفاقية "إس تي جي إنجينيرنغ"


هذا الخبر بعنوان "هل تسرق روسيا نفط سوريا؟" نشر أولاً على موقع zamanalwsl وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٥ أيلول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في خضم الجدل الدائر حول مستقبل قطاع النفط السوري، يبرز العقد المبرم في 24 مارس 2020 بين الحكومة السورية التابعة للنظام البائد والمؤسسة العامة للنفط (GPC) وشركة "إس تي جي إنجينيرنغ" الروسية كقضية رئيسية تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة الاقتصادية بين دمشق وموسكو، وعدالة شروط استغلال الثروات النفطية.
على الرغم من أن الوثيقة لا تتضمن كلمة "سرقة" صراحةً، إلا أن تحليل بنودها يثير شكوكًا حول مدى تحقيق المصالح السورية في هذه الاتفاقية. وقد اطلعت حكومة الظل السورية على العقد المكون من 128 صفحة وقامت بتحليله. يهدف هذا التحليل إلى تقديم رؤى ونقاط مهمة لعقود النفط المستقبلية في سوريا الجديدة، لضمان عدم استغلال الثروات الباطنية بشكل سلبي وتحقيق الفائدة القصوى للمصالح الوطنية بدلًا من المستثمر الأجنبي.
استنزاف تحت غطاء "التعويض" و"تقاسم الإنتاج"؟
يكشف العقد أن الحكومة السورية تمتلك 12.5% من الإنتاج كحق ملكية (Royalty). بعد ذلك، يسترد المقاول تكاليفه بنسبة تصل إلى 45% من قيمة النفط الخام المنتج، بعد حسم حق الحكومة ومساهمة صندوق الهجر. هذا يعني أن ما يقارب نصف الإنتاج الفعلي يذهب لتغطية التكاليف المدفوعة من قبل المقاول. ورغم خضوع هذه التكاليف لتدقيق المؤسسة، إلا أن هناك قيودًا على الاعتراضات المستقبلية، مما يثير تساؤلات حول الشفافية والتدقيق. هل يمكن تضخيم التكاليف لتغطية نفقات لا علاقة لها مباشرة بالإنتاج؟
أما ما يتبقى بعد حق الحكومة واسترداد التكاليف، فيتم تقاسمه بين المؤسسة والمقاول. في المرحلة الأولى، تحصل المؤسسة على 57% بينما يحصل المقاول على 43%. وفي المرحلة الثانية، تزداد حصة المؤسسة قليلًا لتصل إلى 59%، وتنخفض حصة المقاول إلى 41%. ورغم أن هذه النسب قد تبدو كـ"تقاسم"، إلا أنها قد لا تعكس التوزيع العادل للثروة في ظل الإعفاءات الضريبية والجمركية الواسعة الممنوحة للمقاول.
امتيازات غير مسبوقة للمقاول الروسي
يتمتع المقاول وشركة التشغيل التابعة له (SHPC) بإعفاءات غير مسبوقة من قوانين وأنظمة سورية حيوية، مما يثير قلقًا بالغًا:
كما يدفع المقاول للمؤسسة "علاوات إنتاج" مشروطة بكميات معينة، ولكن هذه العلاوات تتم "عن طريق تقليل التزامات المؤسسة إلى المقاول". هذا يعني أنها ليست دفعات نقدية إضافية للحكومة، بل هي تخفيض لالتزامات سابقة، مما يقلل من القيمة المالية الفعلية لهذه العلاوات.
صندوق الهجر: مسؤولية مؤجلة؟
ينص العقد على إنشاء صندوق ائتمان لأعمال الهجر، يساهم فيه المقاول بنسبة 0.3% من عوائد بيع البترول. ومع ذلك، تبدأ المساهمة في هذا الصندوق فقط بعد انتهاء المرحلة الأولى، أي بدءًا من السنة السابعة من تاريخ نفاذ العقد. هذا الترتيب يعني أن المقاول لن يتحمل المسؤولية الكاملة عن آثار الهجر البيئية والمالية في السنوات الأولى من المشروع، مما قد يؤجل العبء على الدولة السورية لاحقًا.
هل هو عقد إنقاذ أم سيطرة ناعمة؟
في ظل حاجة سوريا الملحة لإعادة تأهيل بنيتها التحتية النفطية، فإن الإعفاءات الواسعة، وتقاسم الإنتاج الذي قد لا يكون الأمثل لسوريا، وتأجيل بعض الالتزامات البيئية، يثير تساؤلات جدية حول مدى تحقيق هذا العقد للمصالح الوطنية السورية على المدى الطويل. يمكن أن يُنظر إلى هذه الشروط على أنها تمثل نوعًا من السيطرة الاقتصادية "الناعمة"، حيث تضمن الشركات الروسية لنفسها أقصى قدر من الأرباح والامتيازات بأقل قدر من الأعباء، بينما تترك الحكومة السورية مع حصة قد لا تكون كافية لتلبية احتياجاتها الملحة في إعادة الإعمار والتنمية. زمان الوصل
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال