الإثنين, 15 سبتمبر 2025 07:35 PM

تادف تستعيد الحياة: عودة تدريجية للأهالي بعد سنوات النزوح وسط تحديات كبيرة

تادف تستعيد الحياة: عودة تدريجية للأهالي بعد سنوات النزوح وسط تحديات كبيرة

تشهد بلدة تادف في ريف حلب الشرقي بداية مرحلة جديدة مع عودة العائلات النازحة بعد سنوات طويلة قضتها في المخيمات شمالي سوريا. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههم في توفير الخدمات الأساسية والظروف الاقتصادية الصعبة، فإن هذه العودة تحمل في طياتها مؤشرات قوية على رغبة الأهالي في إعادة بناء حياتهم واستعادة الاستقرار في بلدتهم.

الأهالي يستعيدون منازلهم

قال أبو خالد، وهو أحد العائدين، في حديث لـ":" "بعد غياب دام أكثر من خمس سنوات، عدت إلى منزلي الذي يحتاج إلى ترميم، لكن الأهم هو عودتنا إلى أرضنا وبلدتنا. المعاناة في المخيمات لا يمكن وصفها، والوضع هنا أفضل رغم الصعوبات". وتأتي عودة الأهالي وسط ظروف صعبة، حيث تعاني معظم المنازل من أضرار تحتاج إلى إصلاح، إلا أن الرغبة في البقاء على أرضهم دفعت الكثير من العائلات إلى العودة رغم قلة الإمكانيات.

تحديات خدمية ومعيشية

أوضحت أم مصطفى، وهي أم لأربعة أطفال، لـ":" "الكهرباء غير متوفرة بشكل منتظم، والمياه غير كافية، لكننا عدنا لأن الحياة في المخيمات أصبحت لا تطاق. نأمل أن تتحسن الخدمات مع مرور الوقت وأن نتمكن من العيش بصورة طبيعية". يواجه العائدون صعوبات كبيرة في تأمين الخدمات الأساسية، حيث لا تزال الكهرباء والمياه متقطعة، ويعتمد الكثير منهم على حلول بديلة لتلبية احتياجاتهم اليومية، مما يزيد الأعباء عليهم.

عودة تدريجية للأسواق

قال أحمد الدرويش، صاحب أحد المحلات التجارية في سوق تادف، لـ":" "أعدنا فتح المحل، لكن حركة البيع ضعيفة، فالأهالي مشغولون بترميم منازلهم وتأمين الأساسيات. نتوقع أن تتحسن الحركة التجارية تدريجياً إذا استقرت الأوضاع الأمنية والخدمية". ويشير أصحاب المحلات إلى أن الحركة الاقتصادية مرتبطة بتحسن الأوضاع الخدمية والأمنية، حيث تقتصر الأولويات حالياً على إصلاح المنازل وتوفير المستلزمات الأساسية، مما يحد من النشاط التجاري في هذه المرحلة.

دلالات العودة وأبعادها

تمثل عودة الأهالي إلى تادف نقطة تحول مهمة بعد سنوات من النزوح والمعاناة في المخيمات، وتعكس رغبة السكان في تجاوز آثار الحرب وإعادة بناء مجتمعهم المحلي رغم قلة الإمكانيات. ويرى متابعون أن استمرار هذه العودة يحتاج إلى دعم واضح في مجال الخدمات الأساسية، وجهود حقيقية لإعادة الإعمار وتأمين فرص العمل، بما يضمن استقرار الحياة اليومية وتعزيز الحركة الاقتصادية.

مشاركة المقال: