تُوّجت الكاتبة السورية مناهل السهوي بجائزة خالد خليفة للرواية في دورتها الأولى عن عملها الروائي "أُنثى فرس النبي". وبهذا، يُسجَّل هذا العمل كأول فائز بهذه الجائزة العربية المستقلة، التي أسسها الراحل خالد خليفة لتكون منصة حرة للاحتفاء بالرواية وتسليط الضوء على الأصوات الأدبية الجديدة والمؤثرة.
تروي "أُنثى فرس النبي" قصة عائلة سورية تعيش على أطراف البادية في فترة تحولات عصيبة. وتسلط الرواية الضوء على مصائر النساء والرجال والأطفال في مواجهة الحرب والفقدان والنزوح، حيث تتداخل القصص في فضاء ملحمي يمزج بين الواقع والخيال. تتمحور الأحداث حول شخصية "خضر"، ومن خلاله تقدم الكاتبة تفاصيل مؤثرة عن الحرمان ومعاناة طفلة تخلت عنها والدتها، في سرد يعكس كيف تحتفظ الذاكرة الشعبية بالتفاصيل الصغيرة وتعيد تشكيلها في قالب فني يكشف عمق المأساة السورية.
وعلقت السهوي على فوز روايتها عبر حسابها في "فيسبوك" قائلة: "لا أستطيع أن أصف الرواية إلا بأنها قطعة مني، ومن العالم المجنون الذي نعيشه. حياتنا وتجاربنا ومآسينا الشخصية مهمة بلا شك، لكن الحروب والأزمات تجعلنا نختنق داخل البشر من حولنا. لذلك، جاءت (أنثى فرس النبي) كقصة واحدة، لفتاة واحدة تدير ظهرها للحرب وتروي".
ترأست لجنة التحكيم الروائية والأكاديمية المصرية د. مي التلاوي، وشاركها كل من الروائي والشاعر اليمني علي المقري، والروائي السوري يحيى النعيمي. وأعلنت اللجنة أن تسليم الجائزة سيتم في المكتبة الوطنية بدمشق يوم الثلاثاء 30 أيلول/سبتمبر المقبل، بالتزامن مع الذكرى الثانية لرحيل الروائي السوري خالد خليفة (1964-2023).
تبلغ القيمة المالية للجائزة 40 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى طباعة الرواية الفائزة بتصميم خاص أعدّه الفنان التشكيلي السوري أسامة دياب، إلى جانب درع رمزي مستوحى من فنون تدمر الأثرية.
وفي بيانها، أشادت لجنة التحكيم بالعمل الفائز، مؤكدة أنه يمزج بين العمق السردي والابتكار اللغوي، ويضع القارئ في مواجهة أسئلة الذاكرة والهوية والوجود. وكان خالد خليفة قد أوصى قبل وفاته بإنشاء هذه الجائزة كمنصة مستقلة لا تخضع لمؤسسات رسمية أو انتماءات سياسية، لمنح الكتاب العرب فرصة حرة لتقديم أعمالهم الإبداعية بعيدًا عن أي تبعية.
منذ صدورها في بداية العام، أثارت الرواية اهتمام النقاد والأدباء، الذين اعتبروا العمل إضافة نوعية للمكتبة العربية بما يحمله من رؤية جريئة ومختلفة لزمن الحرب والصراع.
فارس الرفاعي - زمان الوصل