الخميس, 18 سبتمبر 2025 03:45 PM

نصائح ذهبية: كيف تغرس حب المدرسة في قلب طفلك؟

نصائح ذهبية: كيف تغرس حب المدرسة في قلب طفلك؟

بقلم: د. يزن عبده

مع بداية العام الدراسي، يتوق كل والد إلى رؤية طفله متحمساً للتعلم، محباً للمدرسة، تواقاً لاكتشاف كل ما هو جديد، ومتفاعلاً بإيجابية مع المعلمين والزملاء. لكن، غالباً ما يصطدم هذا الطموح بالواقع، حيث يبدأ بعض الأطفال يومهم بالبكاء، أو المقاومة، أو الشكوى المستمرة من المدرسة. في هذه الحالات، لا يكفي أن نقول للطفل "يجب أن تحب المدرسة!"، بل الأهم هو فهم الأسباب الكامنة وراء هذا النفور، والعمل على بناء علاقة إيجابية بينه وبين هذا العالم الجديد خطوة بخطوة.

أولاً: اكتشف السبب الحقيقي لعدم حب الطفل للمدرسة

قد لا تكون المدرسة نفسها هي المشكلة، بل قد يعاني الطفل من سبب آخر يدفعه إلى هذا الشعور. ربما يخاف من المعلم، أو يشعر بالوحدة بين زملائه، أو يتعرض للسخرية أو التنمر، أو يجد صعوبة في فهم المواد الدراسية. لذا، اسأله بلطف: "ما الذي يزعجك؟"، واستمع إلى إجابته بانتباه ودون إصدار أحكام. في كثير من الأحيان، يكفي أن يشعر الطفل بأنك تتفهمه لتبدأ علاقته بالمدرسة في التحسن.

ثانياً: تجنب نقل توترك المتعلق بالمدرسة إلى طفلك

بعض الأهل يرهقون أبناءهم بالكثير من التوترات المرتبطة بالمدرسة، مثل الدرجات، والتميز، والمقارنات، والتهديد بالعقاب. هذا الضغط يجعل الطفل يربط المدرسة بالخوف والقلق بدلاً من الفضول والمتعة. ركز على التعلم والتطور، وليس فقط على العلامات. قل له: "الأهم أنك تحاول وتتعلم، وسنحتفل بكل خطوة تخطوها إلى الأمام".

ثالثاً: اجعل الروتين الصباحي دافئاً وبسيطاً

البداية المريحة لليوم الدراسي تحدث فرقاً كبيراً في شعور الطفل. استيقظ معه بهدوء، وحضر له إفطاراً يحبه، وتبادل معه الحديث أو الضحك قبل الذهاب. تجنب تحويل الصباح إلى ساحة صراخ أو استعجال. فمشاعر الطفل تجاه المدرسة تبدأ من البيت، من لحظة استيقاظه.

رابعاً: شارك طفلك اهتمامه بعالمه الدراسي

اسأله: "ماذا أعجبك اليوم؟"، "مع من لعبت؟"، "ما أكثر شيء أحببته؟". لا تسأله فقط: "كم حصلت؟ هل أنهيت واجبك؟"، بل امنحه مساحة ليحدثك عن التفاصيل التي يراها مهمة. الطفل يحب أن يشعر بأن عالمه الدراسي يهمك، لا أنك تراقبه فقط.

خامساً: امدح جهده لا نتيجته

قل له: "أعجبني أنك حللت الواجب بمفردك"، "رأيت أنك حاولت رغم أن المسألة صعبة". هذا النوع من التشجيع يحفز داخله الدافع الذاتي، ويشجعه على المحاولة دون خوف من الفشل.

سادساً: ساعده على تكوين علاقات إيجابية داخل المدرسة

الصديق الجيد يمكن أن يجعل الطفل يحب المدرسة أكثر من المادة نفسها. تحدث مع المعلمين إذا لاحظت أن طفلك وحيد دائماً، أو ساعده على دعوة أحد زملائه للعب في البيت. الشعور بالانتماء جزء أساسي من ارتباط الطفل بالمدرسة.

سابعاً: تعاون مع المعلم بدلاً من معارضته أمام الطفل

إذا اشتكى الطفل من موقف في الصف، لا تسرع في تصديق أو رفض الرواية. استمع، ثم تواصل مع المعلم بهدوء. تجنب انتقاد المعلم أمام الطفل، فهذا يضعف ثقته بالنظام المدرسي. اجعل طفلك يرى أن البيت والمدرسة يعملان معاً لمصلحته.

ثامناً: اربط التعلم بحياته اليومية

إذا تعلم عن الطقس، تحدثا عن الطقس في طريقكما إلى المدرسة. إذا تعلم العدّ، اجعله يعدّ النقود أو الملاعق في البيت. كلما شعر الطفل أن ما يتعلمه مرتبط بعالمه الحقيقي، كلما زاد شغفه بالتعلم.

تاسعاً: لا تقارن طفلك بغيره

العبارة الشهيرة "شوف ابن فلان!" قد تطفئ حماسه وتشعره بالنقص. طفلك ليس نسخة من غيره، ولكل طفل طريقته في التعلم والنضج. قارن طفلك بنفسه فقط، واحتفل بتحسنه هو، لا بتفوقه على أحد.

وأخيراً، حب المدرسة لا يفرض على الطفل، بل يزرع بلطف، ويسقى بالاهتمام، ويكبر بالاحترام والثقة. حين يرى الطفل أن التعلم متعة، والمدرسة مساحة آمنة، وأنه محبوب حتى لو أخطأ، عندها سيحب الذهاب إلى المدرسة… لأنه وجد فيها ما يبحث عنه: فرصة للنمو، وبيئة تحتضنه، وأهلاً يفرحون به لا فقط بنتيجته.

(أخبار سوريا الوطن1-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: