الخميس, 18 سبتمبر 2025 07:26 PM

مع اقتراب العام الدراسي: إخلاء مدارس درعا من مهجري السويداء وسط صعوبات في إيجاد بدائل

مع اقتراب العام الدراسي: إخلاء مدارس درعا من مهجري السويداء وسط صعوبات في إيجاد بدائل

تشهد محافظة درعا تحركات لإخلاء المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء مؤقتة للمدنيين النازحين من قرى محافظة السويداء، وذلك عقب الأحداث التي بدأت في تموز الماضي. يواجه المهجرون صعوبات في العثور على أماكن إقامة بديلة، خاصة مع قرب بدء العام الدراسي المقرر في 21 أيلول الحالي.

أفاد مراسل عنب بلدي في درعا بوجود 140 عائلة في مراكز الإيواء (المدارس) في قرية السهوة بريف درعا، بينما تقطن حوالي عشر عائلات في مركز داعل، ويقدر عدد المهجرين في مركز الإيواء في بلدة ناحتة بـ 40 عائلة.

أوضح علي إقبال، عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة داعل بالريف الغربي لدرعا، لعنب بلدي أن المهجرين في مركز إيواء المدينة قد غادروا طوعًا، واستقروا بجوار مشاريع زراعية، دون تقديم أي مساعدات أو خيام إيواء لهم حتى وقت نشر هذا التقرير. وأضاف أن مجلس المدينة بدأ في تجهيز المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد.

وقال مرعي العقاب، رئيس مجلس قرية السهوة في ريف درعا الشرقي، لعنب بلدي، إنه سيتم إخلاء المدارس من المهجرين خلال يومين، وسيمنح مجلس البلدية خيمة لكل عائلة بالإضافة إلى سلة غذائية، وسيتم توفير مكان لهم في محيط القرية لنصب خيامهم.

أشار فريد المفعلاني، رئيس بلدية بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي، لعنب بلدي، إلى أن عدد العائلات الموجودة في مدرسة البلدة يبلغ 40 عائلة، وأنهم يرفضون الخروج دون توفير سكن بديل لهم، مقترحًا ترحيلهم إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في ريف السويداء الغربي. واقترح محافظ درعا، أنور الزعبي، تقديم خيام للمهجرين، إلا أنهم رفضوا وطالبوا بتقديم "كرفانات"، بحسب المفعلاني.

وفقًا لمدير تربية درعا، محمد الكفري، في تصريح سابق لعنب بلدي، يبلغ عدد المدارس التي يقطنها النازحون من السويداء 52 مدرسة، معظمها في ريف درعا الشرقي. وأضاف أن المديرية عملت بالتنسيق مع وزارة التربية على إرسال تقارير إلى وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، لإيجاد مراكز بديلة لمهجري السويداء، ولإتاحة الفرصة لتجهيز المدارس قبل بداية العام الدراسي المقبل. وأشار الكفري إلى أن المديرية لديها دراسة جاهزة لترميم المدارس المتضررة، وستباشر قريبًا عملية الترميم على نفقة حملة تبرعات "أبشري حوران"، التي خُصص قسم منها لترميم المدارس. وأكد أن ترميم المدارس سيبدأ بالفارغة، مع تأجيل خطة ترميم المدارس التي يقيم فيها المهجرون لحين إيجاد مراكز بديلة لهم. وكانت إدارة مدرسة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي، قد أبلغت النازحين فيها بضرورة الإسراع في إخلاء المدرسة قبل بداية العام الدراسي الجديد، دون توفير أي مراكز إيواء بديلة لهم.

مراكز بديلة

حول إيجاد مراكز بديلة للمهجرين من السويداء، أوضح حسين النصيرات، عضو المكتب التنفيذي للشؤون الاجتماعية، لعنب بلدي، أنه تم طرح بعض المواقع كمراكز بديلة، لكنها لا تغطي 10% من أسر النازحين. وأضاف أن من الصعب وضع معايير لاختيار هذه الأسر، بسبب علاقة الترابط التي تجمع أسر البدو، وعدم رغبتهم بالتفرق من خلال التوزع على مناطق السكن المختلفة. ونوه النصيرات إلى وجود مشكلة في الإسكان بمحافظة درعا، نظرًا لزيادة عدد السكان وعودة المهجرين إليها، في ظل نقص كبير بالأماكن السكنية المؤهلة للعيش، نتيجة تضررها خلال سنوات الحرب.

وقال محافظ السويداء، مصطفى البكور، في 10 أيلول، إن الحكومة تعمل على وضع خطة شاملة لإعادة المهجرين من السويداء إلى قراهم وممتلكاتهم، بما يضمن استقرارهم واستعادة حياتهم الطبيعية. وأوضح أن الحكومة وعلى رأسها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، تتابع أوضاع الأهالي المهجرين من قرى السويداء والمقيمين في مراكز الإيواء المؤقتة بمحافظة درعا وداخل مدينة السويداء. وأشار بكور إلى أن محافظة السويداء قامت بتوجيه المنظمات الإنسانية والهلال الأحمر السوري لتأمين إغاثة عاجلة تضمن تلبية الاحتياجات الأساسية للمهجرين.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، وتصرفات مهينة، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية. في 16 تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، بحسب شهادات حصلت عليها عنب بلدي، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم.

مشاركة المقال: