تواصل الصناعة الغذائية السورية، وخاصةً صناعة الكونسروة، تعزيز حضورها في الأسواق المحلية والخارجية. تعتمد هذه الصناعة على معايير صارمة تضمن جودة المواد الأولية، وكفاءة الكوادر المحلية، والتطوير المستمر لخطوط الإنتاج، بالإضافة إلى التزام المنتجين بالمواصفات القياسية الوطنية والدولية.
جودة متأصلة في الخامات المحلية
أوضح المدير العام لشركة "الدرة" في سوريا، أسامة الدرة، في تصريح لـ سانا، أن تميز الخامات السورية، ولا سيما الفواكه والخضار ذات النكهة الفريدة، يمثل بصمة خاصة للمنتجات الوطنية. وأشار إلى أن الخبرات المتوارثة التي تمتلكها اليد العاملة السورية تضفي بعداً فنياً على المنتج المحلي يميزه عن غيره.
وأضاف الدرة أن الحكومة السورية تقدم التسهيلات اللازمة للصناعيين من خلال الاستجابة السريعة لمتطلباتهم وحل العقبات التي تواجههم، مما ينعكس إيجاباً على تطوير خطوط الإنتاج، وتحسين القدرة التنافسية، وفتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية.
رقابة دقيقة وجودة عالية
من جانبها، أكدت المهندسة نسرين مؤمنة، مديرة الجودة في شركة "الدرة"، أن معامل الكونسروة تعتمد في إنتاجها على مصادر موثوقة من الخضار والفواكه، والتي تخضع لثلاث مراحل غسيل متتالية: الأولى لإزالة الأتربة والشوائب، والثانية للتعقيم، والثالثة لضمان خلو المواد من أي ملوثات.
وبينت مؤمنة أهمية وجود مراقبي الجودة في الصالات خلال العملية الإنتاجية، من خلال أخذ عينات عشوائية من خطوط التصنيع للتأكد من مطابقتها للمعايير، بالإضافة إلى إرسال عينات إضافية إلى المخابر لإجراء فحوص فيزيائية وكيميائية وجرثومية دقيقة، لضمان مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية السورية وأحياناً لمتطلبات الدول المستوردة.
وأشارت مؤمنة إلى أن عمليات التعبئة تختلف باختلاف نوع العبوة؛ فالمعلبات الزجاجية تخضع لعمليات تعقيم حراري خاصة، بينما تُخزَّن العبوات البلاستيكية ضمن شروط مشددة للحفاظ على سلامة المنتجات. وبعد استكمال هذه المراحل، يخضع المنتج لرقابة نهائية قبل طرحه في الأسواق.
تطوير تقني وتمسّك بالخبرات
وفي سياق متصل، أوضح المهندس مجد ديب، مدير الإنتاج في شركة "الأحلام"، أن شركات الكونسروة الوطنية طورت على مدى العقود الماضية خطوطها الإنتاجية بما يواكب المعايير العالمية للجودة، مع الحفاظ على العنصر البشري بوصفه أساس الخبرة المتراكمة في هذه الصناعة.
ولفت ديب إلى أن الصناعة الغذائية السورية صمدت خلال السنوات الماضية رغم التحديات، واستطاعت تعزيز حضورها في الأسواق الإقليمية والعالمية، بفضل تميز المنتج المحلي الذي يجمع بين الجودة والطابع التراثي للصناعة الوطنية.
ضبط الجودة منذ الاستلام حتى التوزيع
من جانبها، بينت المهندسة غزل غبور، من قسم التحضير والإعداد في شركة "الأحلام الغذائية"، أن العمل في خطوط إنتاج الكونسروة يبدأ منذ لحظة استقبال المواد الأولية، حيث يتم إخضاعها للفحوص المخبرية للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية من حيث النظافة والحموضة والجودة، ويُرفض بشكل تام أي دُفعة غير مطابقة.
وأضافت غبور أن المواد المقبولة تُنقل إلى مراحل الفرز والتصنيع والتعقيم، وصولاً إلى عمليات التعبئة النهائية. وأوضحت أن عملية تصنيع الزيتون تُعد مثالاً واضحاً على دقة العمل؛ إذ يتم فرز الحبات واستبعاد غير الصالح منها، ثم توضع السليمة في العبوات المناسبة قبل إضافة المحاليل الملحية الخاصة، وإجراء الفحص والتعقيم، وصولاً إلى المنتج النهائي الجاهز للتوزيع في السوق المحلية أو للتصدير.
حضور عالمي متزايد
بدوره، أكد مدير المبيعات الخارجية في شركة "الأحلام"، عصام العيش، أن المنتجات الوطنية وصلت إلى مختلف القارات، حيث تُصدَّر إلى الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية والآسيوية، بل حتى إلى أستراليا.
وأشار العيش إلى أن الشركات الوطنية باتت تمتلك أكثر من 500 صنف غذائي، تُلبّي أذواق مختلف الأسواق العالمية، مع التزام كامل بالمواصفات القياسية السورية والدولية، ومتطلبات الدول المستوردة، ما عزّز من سمعة المنتج السوري على المستوى العالمي.
يُذكر أن سوريا تتميز بعدد من المنتجات الزراعية السورية وبجودتها العالية التي أسهمت بنجاح الصناعات الغذائية المحلية فيها ومنها الكونسروة، وزيادة تصديرها إلى الأسواق الخارجية.
اخبار سورية الوطن 2_سانا