قصة إسماعيل إبراهيم أحمد، المراهق الذي تحول إلى مقاتل على يد ميليشيا "قسد"، تجسد مأساة ممنهجة تطال آلاف الأطفال والمراهقين في مناطق سيطرة هذه الميليشيا. الهدف؟ تحويلهم إلى "جنود" موالين لعبد الله أوجلان وفكره العابر للحدود.
بين عامي 2014 و 2015، رافق أحمد، الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا، مقاتلي "قسد". كانت مهمته الأولى تتلخص في النظر إلى الجثث في ساحات المعارك والتقاط الصور معها، وهي خطوة وُصفت بأنها "ترويض نفسي" تهدف إلى قطع الصلة بالمشاعر الإنسانية الطبيعية.
لاحقًا، خضع أحمد لحلقات دراسية مكثفة لأفكار أوجلان، ثم نُقل إلى معسكرات التدريب القتالي، ليُسجل بعدها رسميًا في صفوف الميليشيا. وأفاد أحد الشهود لـ"زمان الوصل" بأنهم "كانوا يبدؤون بإشغاله بالصور والجثث، ثم يملؤون رأسه بخطابات أوجلان، وبعدها لا يعود يتردد في حمل السلاح".
هذه القصة ليست مجرد حالة فردية. تشير التقارير المحلية والدولية إلى وجود آلاف القصص المشابهة، حيث تتحول الطفولة إلى أداة للقتل، تنفيذًا لأجندات خارجية وبتعليمات من "القائد".
قانونيًا، يُعد تجنيد الأطفال والمراهقين جريمة حرب، مما يضع هذه الممارسات تحت طائلة المساءلة الدولية، ويتطلب تحقيقًا مستقلاً في آليات التجنيد والقيادة والتمويل.
زمان الوصل