الجمعة, 19 سبتمبر 2025 09:03 PM

اختطاف المنتج محمد قبنض في دمشق: تفاصيل وملابسات الحادث

اختطاف المنتج محمد قبنض في دمشق: تفاصيل وملابسات الحادث

أقدم مسلحون مجهولون على اختطاف المنتج التلفزيوني السوري، والعضو السابق في مجلس الشعب، محمد قبنض، أمام مكتبه في دمشق، يوم الأربعاء الموافق 17 أيلول.

أفاد أيهم قبنض، نجل المنتج، بأن سيارتين وصلتا إلى أمام مكتب والده في دمشق في تمام الساعة السادسة مساءً، وقامتا باقتياده إلى جهة غير معلومة.

وذكر أيهم عبر حسابه على موقع “فيسبوك” أن والده اختُطف أمام مقر شركة “قبنض” في ضاحية قدسيا طريق البجاع بالقرب من مجمع صحارى، من قبل مجهولين ادعوا أنهم من الأمن العام، واستخدموا سيارتين في عملية الاختطاف.

وأضاف أنه تم التواصل مع الأمن العام فور وقوع الحادث، ولكن لم يتم الحصول على أي معلومات حول والده حتى الآن.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها عنب بلدي، فإن سيارتين تقلهما مسلحون ملثمون قاموا باختطاف قبنض من أمام ضيوف كان يودعهم أمام مكتبه.

من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، عبر “فيسبوك” بأن بعض الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي تداولت معلومات “مضللة” تزعم أن وزارة الداخلية قامت بتوقيف محمد قبنض.

وأكد أن وزارة الداخلية لا تقوم بتوقيف أي شخص خارج الإطار القانوني، وأن قبنض ليس موقوفًا لدى أي جهة رسمية تابعة للوزارة.

وأوضح البابا أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن قبنض تعرض لعملية اختطاف نفذتها عصابة تنتحل صفة أمنية بهدف ابتزاز ذويه ماليًا.

وأكد أن الجهات الأمنية المختصة تتابع القضية وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.

ودعا وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الشائعات، والاعتماد على المصادر الرسمية في متابعة مثل هذه القضايا.

وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تتلقَ العائلة أي اتصالات من الخاطفين لطلب الفدية أو توضيح سبب الخطف.

يُذكر أنه سبق وانتشرت أنباء عن اعتقال قبنض في آذار الماضي، إلا أنه ظهر في مقطع مصور وأوضح أن سبب اختفائه هو تعطل سيارته بعد دخوله من الأردن باتجاه الأراضي السورية.

من هو محمد قبنض؟

محمد قبنض هو منتج تلفزيوني درامي ينحدر من مدينة حلب شمالي سوريا، وقد أنتج العديد من المسلسلات السورية، أبرزها “باب الحارة” في أجزائه الأخيرة.

يمتلك شركة “قبنض للانتاج والتوزيع الفني”، وهو مدير عام وشريك مؤسس في شركة “الأيهم الاستثمارية” وفق موقع “من هم“.

كان قبنض عضوًا في مجلس الشعب السوري (المنحل حاليًا) بين عامي 2016 و2020، واشتهر بتأييده للنظام السوري السابق، وصرح بأنه التقى الرئيس المخلوع، بشار الأسد، عدة مرات خلال إطلالاته الإعلامية، وأن الأخير دعمه وقدم له التسهيلات.

أثار قبنض الجدل في الأوساط الإعلامية عدة مرات خلال مسيرته، أبرزها طلبه من نازحي الغوطة الشرقية الهتاف لرئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، مقابل حصولهم على الماء، بعد تهجيرهم عام 2018.

وكرر عضو المجلس حينها مطالبته للنازحين بـ“تمجيد الأسد وقيادته الحكيمة والهتاف بحياته”، إضافة إلى شتم السعودية وأمريكا، اللتين يفترض أنهما من داعمي المعارضة.

كما أثار الجدل حين تداول ناشطون تسريبًا لمداخلته في إحدى جلسات مجلس الشعب، وسخروا من أخطائه في اللغة العربية، ودعوته لـ“التطبيل والتزمير” لعمليات النظام السابق.

موقع “مع العدالة” اتهم قبنض بتجنيد “الشبيحة” (اللجان الشعبية) التي نشطت في قمع المظاهرات التي اندلعت في بداية الثورة السورية، كما اتهمته بخطف أثرياء من مدينة حلب للمطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحهم.

وعلى الصعيد الفني، يمتلك قبنض سجلًا حافلًا من الجدل وإثارة الخلافات مع الأوساط الفنية، إذ سبق أن اتهم الفنان حسام تحسين بك قبنض بسلوكيات غير قانونية، والتي سبق وأن أشار إليها ناشطون، وهي أنه يبيع الأعمال الدرامية التي تنتجها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للمحطات الفضائية بأسعار زهيدة جدًا، تصل إلى 700 دولار للحلقة الواحدة، بينما سعرها الحقيقي خمسة آلاف دولار.

واقع أمني هش

تشهد سوريا واقعًا أمنيًا هشًا في الفترة التي أعقبت سقوط النظام، إذ انتشرت أعمال خطف طالت مدنيين بهدف طلب الفدية.

بالمقابل، تسعى الأجهزة الأمنية إلى ضبط الملف عبر ملاحقة المجموعات الخاطفة وتحرير المختطفين، وتعلن عن ذلك بشكل مستمر.

مشاركة المقال: