مع التوسع الرقمي المتزايد والاعتماد الكبير على الإنترنت، تتفاقم المخاطر التي تستهدف الأطفال. فقد أصبح "الويب المظلم" أو "الدارك ويب" بمثابة بوابة يستغلها مجرمو الإنترنت للإيقاع بالصغار من خلال ألعاب الفيديو.
الأمر لم يعد مجرد سرقة بيانات، بل تعداه إلى استهداف الأطفال بشكل مباشر، مستغلين نقاط الضعف التقنية والاجتماعية. "الدارك ويب" هو جزء خفي من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر المتصفحات العادية، بل يتطلب برامج خاصة مثل "TOR". يُستخدم هذا الجزء في أنشطة غير قانونية مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة، وصولًا إلى استغلال الأطفال عبر منصات مخصصة.
كيف يتم ذلك؟ يتم استغلال بعض الألعاب التي تبدو بريئة، ولكن يتم تعديلها عبر نسخ غير رسمية أو روابط مشبوهة لتتحول إلى مدخل إلى غرف دردشة ومنصات على "الدارك ويب". هنا، يتعرض الأطفال لسرقة بياناتهم أو الابتزاز، أو حتى يتم دفعهم إلى سلوكيات ضارة.
تظهر مؤشرات تدل على خطورة اللعبة، مثل تحميلها من مصادر غير رسمية، وطلبها صلاحيات غير منطقية كالدخول إلى الكاميرا أو الميكروفون، واستهلاكها المفرط لبيانات الإنترنت، بالإضافة إلى وجود غرف دردشة مجهولة المصدر.
لحماية أطفالك وتقليل المخاطر، يُنصح بتحميل الألعاب من المتاجر الرسمية فقط، والتحقق من هوية المطور، وقراءة تعليقات المستخدمين. يجب أيضًا استخدام برامج موثوقة لمكافحة الفيروسات، وتفعيل الرقابة على أذونات التطبيقات، ومراقبة الدردشات، مع تعليم الأطفال كيفية الحذر من الغرباء.
يؤكد الخبراء على أهمية الرقابة الأبوية، مشيرين إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للاستغلال عبر الألعاب الإلكترونية. لذلك، يجب على الأهل تثقيف أبنائهم حول المخاطر واستخدام خاصية "الرقابة الأبوية"، مع المتابعة المستمرة لما يتعرضون له من محادثات أو روابط، ومشاركتهم في اللعب أحيانًا لاكتشاف أي سلوك مريب.