الأحد, 21 سبتمبر 2025 02:40 PM

حملة "ريفنا بيستاهل" تحقق نجاحاً مذهلاً بجمع أكثر من 76 مليون دولار في ساعات

حملة "ريفنا بيستاهل" تحقق نجاحاً مذهلاً بجمع أكثر من 76 مليون دولار في ساعات

شهدت محافظة ريف دمشق حدثاً استثنائياً، حيث انطلقت حملة "ريفنا بيستاهل" ونجحت في جمع أكثر من 76 مليون دولار أمريكي خلال خمس ساعات فقط. وقد أعاد هذا المشهد الأمل لأهالي المنطقة وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعافي وإعادة الإعمار.

تفاعل واسع ورسائل تضامن

الحملة، التي استغرق التحضير لها شهراً ونصف، تحولت إلى منصة جامعة ضمت مختلف شرائح المجتمع، من تجار ورجال أعمال وشخصيات اعتبارية، إلى أبناء المحافظة والمغتربين. تميزت الحملة بمشاركة شعبية ورسمية واسعة، بحضور وزير التربية والتعليم ومحافظ ريف دمشق ووزير الأوقاف، الذين أكدوا أن الهدف يتجاوز جمع المال إلى تكريس روح التضامن وإبراز صورة ريف دمشق كأحد عناوين التعافي الوطني.

وصف طارق الحسين، منسق حملة "ريفنا بيستاهل"، التجربة بأنها "تحدٍ كبير"، وأضاف: "واجهنا صعوبات كثيرة في التحضير، لكن بروح الفريق والعمل المشترك تجاوزناها. النتائج فاقت كل التوقعات، ونشكر كل من ساهم، حتى ولو بدولار واحد، لأن هذا الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه".

أكد العميد أحمد الدالاتي، مسؤول الأمن الداخلي بريف دمشق، أن القيمة الأهم ليست فقط المبلغ الذي جُمع، بل "روح التعاون والتكاتف التي لمسناها بين الناس"، موضحاً أن للحملة خطة واضحة تشمل التعليم والصحة والخدمات الأساسية.

الداعية الكويتي الشيخ عادل العازمي، الذي حضر فعاليات الحملة، وصف اليوم بأنه "تاريخي ومفصلي"، قائلاً: "ريف دمشق الذي ذاق ويلات النظام، يبرهن اليوم على تعافيه. التبرعات التي تجاوزت 71 مليون دولار من مختلف المحافظات تؤكد أن الشعب السوري متكاتف ومقبل على الخير".

أهداف طموحة

أوضح القائمون على الحملة أنها ستستمر لشهر كامل بهدف جمع المزيد من التبرعات لدعم المشاريع الحيوية في ريف دمشق. تشمل الأهداف المعلنة ترميم 700 مدرسة وإعادة بناء 107 مدارس بشكل كامل، إلى جانب إنشاء 300 مدرسة جديدة، إضافة إلى مشاريع في القطاع الصحي والبنى التحتية.

دلالات الحملة ورسائلها

يعكس حجم التفاعل الواسع مع "ريفنا بيستاهل" إرادة السوريين في الداخل والخارج لدعم إعادة الإعمار، ويظهر وحدة الصف الوطني في وجه التحديات. كما أن التنظيم الجماهيري والإقبال الشعبي أرسلا رسالة واضحة بأن ريف دمشق يسير بخطى واثقة نحو مرحلة جديدة، حيث تتحول معركة ما بعد الحرب إلى معركة بناء لا تقل أهمية عن معركة التحرير.

شهد ريف دمشق خلال السنوات الماضية دماراً واسعاً في البنية التحتية نتيجة الحرب، إذ تضررت مئات المدارس والمستشفيات والطرق، وتراجع مستوى الخدمات الأساسية بشكل حاد. كثير من العائلات وجدت نفسها مضطرة لمغادرة قراها وبلداتها بسبب غياب الخدمات وضعف مقومات الحياة، فيما بقيت أخرى تعيش تحت وطأة واقع صعب يفتقر لأبسط مقومات الاستقرار.

اليوم، تأتي حملة "ريفنا بيستاهل" لتشكل رافعة أساسية في مسار إعادة الإعمار، ومحاولة لتغيير هذا الواقع عبر مشاريع عملية في التعليم والصحة والخدمات. نجاحها المبكر في جمع عشرات الملايين من الدولارات يفتح الباب أمام مرحلة جديدة، عنوانها الأمل والعمل المشترك، ورسالتها أن ريف دمشق قادر على النهوض مجدداً بدعم أبنائه وأصدقائه.

مشاركة المقال: