الأحد, 21 سبتمبر 2025 03:03 PM

حملات تبرعات سورية بملايين الدولارات: تساؤلات حول الشفافية ومصير الأموال

حملات تبرعات سورية بملايين الدولارات: تساؤلات حول الشفافية ومصير الأموال

شهدت محافظات سورية عدة حملات تبرع واسعة النطاق، جمعت عشرات الملايين من الدولارات تحت مسميات التنمية وإعادة الإعمار، وامتدت من حمص إلى حوران وحلب وريف دمشق ودير الزور. على الرغم من إعلان أرقام ضخمة وانتهاء بعض هذه المبادرات، إلا أنه لم يتم الكشف بشفافية ووضوح عن كيفية استخدام الأموال التي تم جمعها أو مصير المشاريع المخصصة لها، مما أثار تساؤلات لدى الأهالي حول الشفافية وآليات الإنفاق.

سناك سوري-دمشق

افتتح مؤتمر "أربعاء حمص" الذي أطلقه "فريق ملهم التطوعي" سلسلة حملات التبرعات في شهر آب الماضي، حيث وصلت قيمة التبرعات إلى أكثر من 13 مليون دولار، والتي صرح منظموه بأنها مخصصة لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في مدينة حمص. تبع ذلك حملة "أبشري حوران"، التي اختتمت بجمع ما يزيد عن 44 مليون دولار أمريكي. ووفقًا للقائمين على الحملة، تجاوزت قيمة التبرعات بالدولار 36 مليون دولار، بينما بلغت قيمة التعهدات بالليرة السورية حوالي 26 مليار ليرة و53 ألف دولار، في حين وصلت قيمة مشاريع المنظمات إلى 2.2 مليون دولار. وعلى غرار ما حدث في "أربعاء حمص"، أكد القائمون على حملة "أبشري حوران" أن الأموال ستُستخدم في عملية التنمية لدعم المشاريع الخدمية والتعليمية والصحية في المحافظة.

على الرغم من عدم ذكر محافظة درعا لأي أخبار عبر صفحتها الرسمية حول كيفية استخدام أموال الحملة، إلا أن أحد وجهاء بلدة "خربة غزالة" أعرب عن استغرابه لعدم إدراج البلدة في أي مشروع ضمن حملة أبشري حوران. وأضاف الشيخ "زكريا أبو مهند"، أحد وجهاء البلدة، في مقطع فيديو نشرته منصة "درعا 24"، أن اسم البلدة غاب عن قوائم محافظة درعا لترميم المدارس. وبالرجوع إلى صفحة محافظة درعا، لم يتم نشر أي قوائم، ولا يُعرف كيف يتم تداول هذه القوائم إن وجدت، بينما تتطلب الشفافية الإعلان عنها بشكل صريح والإفصاح عن كل ليرة في الحملة وأين ستذهب.

الشفافية غائبة

تكرر السيناريو نفسه في جميع حملات التبرع الأخرى. ففي ريف حلب، أُعلن عن حملة "أهل العز لا ينسون"، التي جمعت حوالي مليون و200 ألف دولار أمريكي، والتي أفاد القائمون عليها بأنها مخصصة لإعادة تأهيل المنشآت الصحية والتعليمية في ريف حلب الجنوبي. ومساء أمس السبت، أعلن القائمون على حملة "ريفنا بيستاهل" في ريف دمشق عن وصول التبرعات إلى أكثر من 76 مليون دولار. ونقلت الإخبارية عن مدير الحملة "طارق الحسين" قوله إن تبرعات الحملة ستستهدف ترميم 700 مدرسة وإعادة بناء 107 مدارس بشكل كلي، بالإضافة إلى 300 مدرسة جديدة.

أما حملة "دير العز" في دير الزور، فقد جمعت 30 مليون دولار، وهي مستمرة حتى 10 تشرين الأول القادم. وكما هو الحال في الحملات السابقة، لا توجد تفاصيل حول مصير الأموال وكيف ستُصرف، لكن مديرة الحملة "رانية مدلجي" قالت في بيان نشرته صحيفة الفرات، إنهم، حرصًا على الشفافية، سيصدرون «خلال اليومين القادمين بيانًا تفصيليًا يوضح كل ما تم استلامه نقدًا أو عبر الحسابات الرسمية، بالإضافة إلى التعهدات والمشاريع المرتبطة بالحملة، وذلك تعزيزًا لمبدأ الشفافية».

حتى هذه اللحظة، تبقى الأسئلة معلقة بانتظار إجابات رسمية أو تقارير توضح كيفية إنفاق هذه التبرعات، وسط مطالب شعبية بأن تتحول المبادرات من شعارات جماعية إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.

مشاركة المقال: