الأحد, 21 سبتمبر 2025 05:24 PM

قصة نجاح ملهمة: لاجئة سورية تتفوق في ألمانيا وتحصل على أعلى علامة في الثانوية ببرلين

قصة نجاح ملهمة: لاجئة سورية تتفوق في ألمانيا وتحصل على أعلى علامة في الثانوية ببرلين

حققت الطالبة السورية فرح سويد إنجازًا لافتًا بحصولها على أعلى درجة ممكنة (1.0) في شهادة الثانوية العامة الألمانية (أبيتور)، وذلك على الرغم من وصولها إلى ألمانيا قبل عشر سنوات وهي لا تتقن اللغة الألمانية.

فرح، التي اضطرت إلى الفرار مع عائلتها من الحرب في سوريا إلى لبنان ثم إلى برلين في عام 2014، انضمت مباشرة إلى الصف الثاني الابتدائي في مدرسة كورت-شومخر الابتدائية في كرويتسبرغ. وتصف تلك الفترة قائلة: "كل شيء كان جديدًا: اللغة، الثقافة، الناس. لم أفهم شيئًا في البداية".

في ذلك الوقت، اعتمدت فرح على مهاراتها في الرياضيات واللغة الإنجليزية، اللتين تعلمتهما في لبنان، بالإضافة إلى مساعدة صديقتها هبة وأختها سلام في ترجمة الدروس. كانت تحتفظ بدفتر صغير لتدوين كل كلمة ألمانية جديدة تتعلمها. وعلى الرغم من التحديات، تحسن مستواها في اللغة الألمانية تدريجيًا، حتى أصبحت راضية عن مستواها في الصف السابع.

خلال جائحة كورونا، استغلت فرح فترة الإغلاق لتطوير استقلاليتها وانضباطها، مستلهمة من أختها الكبرى التي أنهت الثانوية بتقدير ممتاز. وتوضح فرح: "لم يكن هدفي الحصول على 1.0، بل كنت أحاول فقط أن أبذل قصارى جهدي".

بالإضافة إلى تفوقها الأكاديمي، شاركت فرح في مبادرات مدرسية، حيث أقنعت إدارة مدرستها ألبرت-شفايتزر-جيمنازيوم بإنشاء مكتبة طلابية صغيرة، وأسست مع أصدقائها فريقًا للعبة السوفتبول.

هذا الصيف، توجت جهودها بحصولها على المرتبة الأولى على دفعتها، وكانت من بين 18 طالبًا آخر من منطقة نويكولن حصلوا على نفس الدرجة، وقد استقبلهم عمدة الحي، مارتن هيكل (SPD)، مؤكدًا على أهمية إتاحة التعليم الجيد للجميع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الثقافية.

فرح، التي تؤكد أن الطلاب ذوي الخلفيات المهاجرة يواجهون صعوبات إضافية وسوء فهم مجتمعي، تأمل أن تكون قصتها مصدر إلهام للآخرين: "أتمنى أن ألهم الآخرين ليؤمنوا بأنفسهم، حتى لو واجهوا انتكاسات".

تهدف فرح إلى دراسة الطب في جامعة شاريتيه الشهيرة في برلين، وهي تبحث حاليًا عن تدريب عملي في التمريض لاكتساب المزيد من المعرفة حول حياة المرضى اليومية.

مشاركة المقال: