الأحد, 21 سبتمبر 2025 08:34 PM

حلب: تحديات الترميم تواجه عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة

حلب: تحديات الترميم تواجه عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة

استقبلت مدارس مدينة حلب الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد، إلا أن العملية التعليمية تواجه صعوبات جمة نتيجة لتضرر عدد كبير من المدارس وتأخر أعمال الترميم. وتثير هذه الظروف تساؤلات حول قدرة مديرية التربية على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، خاصة في المناطق التي شهدت دمارًا واسعًا خلال سنوات الحرب.

احتياجات ملحة

مع انطلاق العام الدراسي، تزايدت الاستفسارات حول حجم الأضرار التي تعيق سير العملية التعليمية، وما تم إنجازه من ترميمات خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى خطط المديرية لاستيعاب الطلاب. أوضح محمد عبد الرحمن، معاون مدير التربية في حلب، لعنب بلدي، حجم الخسائر التي لحقت بالمدارس في المحافظة، مشيرًا إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود 99 مدرسة مدمرة بالكامل، و163 مدرسة متضررة بشدة، و687 مدرسة بضرر متوسط، و820 مدرسة بضرر طفيف.

وفيما يتعلق بالترميمات، أفاد عبد الرحمن بأنه تم الانتهاء من ترميم 38 مدرسة، بينما لا تزال 55 مدرسة قيد الإنشاء. وأكد أن المديرية عملت على ترميم أكبر عدد ممكن من المدارس قبل بدء العام الدراسي بالتعاون مع منظمات محلية ودولية. وأشار إلى عدم وجود إحصائية دقيقة لأعداد الطلاب المتوقع تسجيلهم هذا العام، نافيًا وجود اكتظاظ في الصفوف مع بداية العام الدراسي، خاصة في الأحياء الشرقية المتضررة.

حلول مؤقتة

وفيما يتعلق بالحلول البديلة، أكد عبد الرحمن أن المديرية تعمل على ترميم مدرسة واحدة على الأقل في كل بلدة لضمان استمرار الطلاب في التعليم، بالإضافة إلى توفير غرف مسبقة الصنع في حال عدم توفر مبانٍ مدرسية مناسبة. وأشار إلى أن ضيق الوقت قبل بداية العام الدراسي شكل تحديًا كبيرًا. وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه المديرية هي ضخامة الأضرار التي لحقت بالمدارس، والتي تتطلب ميزانيات كبيرة وجهودًا مضاعفة لإعادة التأهيل.

وفي 19 أيلول، افتتح محافظ حلب، عزام الغريب، ثلاث مدارس بعد إعادة تأهيلها بالتعاون مع جمعية "مداد المعرفة"، وهي مدرسة محمد الفاتح في حي الحمدانية، ومدرسة عمر أبو ريشة في تل الزرازير، ومدرسة بيانون. وشملت أعمال التأهيل ترميم المباني وتجهيز الغرف الصفية وتأمين الأثاث المدرسي، بالإضافة إلى تحسين البنى التحتية الأساسية. كما أُعلن عن إعادة تأهيل مدارس أخرى في مناطق مختلفة من المحافظة، من بينها مدرسة عبد اللطيف بركات في مدينة حريتان، ومدارس إضافية في أرياف حلب. وأكد المحافظ أن الهدف من هذه المشاريع هو تحسين البيئة التعليمية وتوفير أجواء آمنة ومناسبة للطلاب والمعلمين.

المدارس بحاجة ماسة للترميم

وفي 16 تموز الماضي، تحدث عزام خانجي، مستشار محافظ حلب لشؤون التربية والتعليم العالي، عن واقع القطاع التعليمي في المدينة، مشيرًا إلى أن 117 مدرسة داخل مدينة حلب وحدها ما تزال خارج الخدمة، بينما يصل العدد الإجمالي للمدارس المتوقفة في عموم المحافظة إلى نحو 400 مدرسة. وأضاف أن العدد الكلي للمدارس في محافظة حلب يبلغ 2400 مدرسة، وجميعها تحتاج بدرجات متفاوتة إلى عمليات ترميم وتأهيل، مؤكدًا أن الحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة تبقى أمرًا ضروريًا لضمان عودة العملية التعليمية بشكل مستقر.

مشاركة المقال: