حصد منتخب سوريا في رياضة "المواي تاي" ميداليتين، ذهبية وبرونزية، خلال مشاركته في منافسات بطولة العالم للشباب (IFMA) التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة بين 15 و19 من أيلول الحالي، وفقًا لما أوردته عنب بلدي – مارينا مرهج.
فاز اللاعب أسامة خالد الحلواني بالميدالية البرونزية بعد خسارته أمام لاعب الإمارات في الدور الرابع، ضمن مسابقة الفئة العمرية 12 و13 سنة، بوزن 71 كغ. بينما توج اللاعب كميت النجار بالميدالية الذهبية بعد فوزه على بطل ماليزيا، ضمن مسابقة الفئة 12 و13 سنة، بوزن 46 كغ.
وكان وزير الرياضة والشباب، محمد سامح حامض، قد أصدر قرارًا في آب الماضي بفصل لعبة "المواي تاي" عن اتحاد "الكيك بوكسينغ"، واعتماد تشكيل اتحاد مستقل لها، بهدف تعزيز استقلالية اللعبة وتطويرها بشكل احترافي.
هوية رسمية للعبة
اعتبر أمين السر والتنظيم في الاتحاد العربي السوري لـ"المواي تاي"، سلمان عيسى، في حديثه لعنب بلدي، أن فصل لعبة "المواي تاي" عن اتحاد "الكيك بوكسينغ" وتشكيل اتحاد خاص بها، يمثل خطوة مفصلية منحت اللعبة حرية أوسع في الحركة والتنظيم، وفتح أمامها آفاقًا للتعاون الخارجي والمشاركات الدولية. وأضاف أن الاتحاد، على الرغم من حداثته، أصبح يمتلك هوية واضحة ومكانة رسمية على الساحة الرياضية.
وفي تقييمه لمشاركة المنتخب الأخيرة، أوضح عيسى أن أداء اللاعبين كان مشرفًا رغم قصر فترة التحضير، مشيرًا إلى أن النزالات أظهرت روح التحدي والإصرار لدى اللاعبين السوريين، أمام أبطال ينتمون إلى مدارس عريقة في "المواي تاي"، وهو ما اعتبره دافعًا للبناء نحو المستقبل.
أسماء برزت وأخرى غادرت
أكد عيسى أن البطولة شهدت بروز أسماء بعض لاعبي منتخب سوريا في رياضة "المواي تاي"، بعد فوزهم على أبطال دول أخرى مشاركة في البطولة، بينهم كميت النجار، الذي أظهر مستوى متقدمًا أمام أبطال من آسيا وأوروبا، مؤكدًا أنه فرض نفسه كلاعب يمتلك شخصية قتالية قوية. كما اعتبر أن سالي الراعي كانت مفاجأة البطولة بأدائها المميز، إذ تمكنت من مجاراة لاعبات من مدارس متقدمة، وتحقيق فوز مستحق رفع اسم سوريا. وأشار أيضًا إلى تألق عدي السرور، الذي خاض نزاله أمام بطل كازاخستان بثقة عالية، مقدمًا مستوى فنيًا متطورًا وسيطرة تكتيكية لافتة، ليبرهن أنه من الأسماء الواعدة القادرة على مقارعة أبرز أبطال العالم، "ومثالًا مشرفًا للالتزام والانضباط داخل الحلبة".
وعن مغادرة بعض اللاعبين المنافسات مبكرًا، أوضح عيسى أن الفارق في الخبرة، إلى جانب محدودية فترة الإعداد والمعسكرات، كانا السبب الأبرز للمغادرة، كما أن بعض اللاعبين افتقدوا الاحتكاك الخارجي، وهذا ما انعكس على نتائجهم، منوهًا إلى "أن مجرد وصولهم لهذا المحفل العالمي يعتبر إنجازًا وتجربة ثمينة".
اللاعبة الوحيدة ضمن المنتخب
على الرغم من فوزها على بطلة اليونان كاترينا تساكانيكا، الحاصلة على فضية العالم عام 2024، خسرت اللاعبة سالي الراعي أمام الأسترالية أميتي دودلي، ضمن منافسات فئة 16 و17 سنة، بوزن 57 كغ. وذكرت لعنب بلدي أنها تعرضت للظلم من قبل الحَكمة التي أدارت النزال، بعد أن منحتها ضربتين غير صحيحتين، وهو ما منعها من تحقيق الفوز الذي كانت تستحقه. وقالت سالي إن هذه البطولة كانت المشاركة الأولى لها، ووصفت أجواء المنافسة بـ"المتميزة والإيجابية".
وأوضحت أنها خاضت معسكرًا تدريبيًا استمر قرابة الشهر قبل البطولة، وهو ما منحها فرصة للتحضير بشكل جيد، مشيرة إلى أنها كانت اللاعبة الوحيدة ضمن البعثة السورية، وهذا ما أضاف إلى مشاركتها قيمة خاصة ومسؤولية مضاعفة. وتابعت أن لكل لاعب سجلًا وإنجازات تكتب في مسيرته، وأن هذه المشاركة تمثل خطوة مهمة في مشوارها الرياضي.
وحول الخطأ التحكيمي، كشف أمين السر والتنظيم في الاتحاد العربي السوري لـ"المواي تاي"، سلمان عيسى، أنه تم تقديم اعتراض رسمي إلى لجنة "الجوري" على القرارات التحكيمية، غير أن اللجنة لم توافق عليه، موضحة أن القانون ينص على خسارة اللاعب في حال حساب العد مرتين متتاليتين، وأن العد جاء في إطار الحفاظ على سلامة اللاعبة داخل الحلبة. وتتحضر اللاعبة سالي الراعي للمشاركة في بطول آسيا المقامة بمملكة البحرين بين 22 و30 من تشرين الأول المقبل.
يذكر أن سالي الراعي كانت قد حصلت سابقًا على عدد من البطولات، إذ نالت المركز الأول في بطولة العالم في لبنان (Waco)، والمركز الثالث في بطولة العرب 2023 التي أقيمت في ليبيا، بالإضافة إلى المركز الأول لعدد من بطولات الجمهورية.
خطة مقبلة وعقبات مالية
فيما يخص المرحلة المقبلة للعبة "المواي تاي" في سوريا، كشف أمين السر والتنظيم في الاتحاد العربي السوري للعبة، أن الاتحاد بصدد إعداد خطة عمل جديدة تركز على تجهيز اللاعبين من خلال معسكرات داخلية وخارجية، وزيادة المشاركات الإقليمية لاكتساب الخبرة، مشيرًا إلى أن الخطة تشمل تطوير الكوادر التدريبية والتحكيمية، وتنظيم بطولات احترافية محلية لتعزيز ثقة اللاعبين وزيادة احتكاكهم مع المنافسين، بما يسهم في رفع مستوى الأداء في البطولات المقبلة.
ورغم التقدير الذي أبداه عيسى للدعم الذي تقدمه وزارة الرياضة السورية، ما زال يطمح بدعم أكبر يمكّن الاتحاد من تعزيز موارده لإقامة معسكرات خارجية ودورات تخصصية، كما أشار إلى وجود تحديات لوجستية لا تزال قائمة، إلا أن الاتحاد يعول على التعاون مع الاتحاد الدولي والدعم المحلي من الأسرة الرياضية، لتجاوز هذه العقبات والمضي قدمًا في تطوير اللعبة.
وكان رئيس الاتحاد، محمد حسان العلي، قد ذكر في حديث سابق لعنب بلدي، أن اتحاد "المواي تاي" سيحصل على دعم مالي من ميزانية وزارة الرياضة والشباب في سوريا، وهناك وعود من بعض الدول بتقديم مساعدات، كما توقع أن تكون هناك مصادر تمويل من شركات داخلية في سوريا من خلال إقامة بطولات محلية واحترافية، بعقود موثقة مع الوزارة من خلال رعاية العروض بمقابل مالي.