الإثنين, 22 سبتمبر 2025 01:30 AM

حملات تبرع سورية بـملايين الدولارات: تساؤلات حول الشفافية ومصير الأموال

حملات تبرع سورية بـملايين الدولارات: تساؤلات حول الشفافية ومصير الأموال

شهدت محافظات سورية عدة حملات تبرع واسعة النطاق، جمعت ما يزيد على عشرات ملايين الدولارات تحت مسميات التنمية وإعادة الإعمار، وامتدت من حمص إلى حوران وحلب وريف دمشق ودير الزور. وعلى الرغم من انتهاء بعض هذه المبادرات التي أعلنت عن أرقام ضخمة، إلا أنه لم يتم الكشف حتى الآن بشفافية ووضوح عن كيفية استخدام الأموال التي تم جمعها أو مصير المشاريع المخصصة لها، الأمر الذي أثار تساؤلات بين الأهالي حول الشفافية وآليات الإنفاق.

افتتح مؤتمر "أربعاء حمص" الذي أطلقه "فريق ملهم التطوعي" حملات التبرعات في شهر آب الماضي، ووصلت قيمة التبرعات فيه إلى أكثر من 13 مليون دولار، حيث ذكر منظموه أنها مخصصة لدعم التعليم والصحة والبنى التحتية في مدينة حمص. تبع ذلك حملة "أبشري حوران"، التي انتهت بجمع أكثر من 44 مليون دولار أمريكي. ووفقًا للقائمين على الحملة، تجاوزت قيمة التبرعات بالدولار 36 مليون دولار، بينما بلغت قيمة التعهدات بالليرة السورية حوالي 26 مليار ليرة و53 ألف دولار، أما مشاريع المنظمات فوصلت إلى 2.2 مليون دولار. وعلى غرار ما حدث في "أربعاء حمص"، صرح القائمون على حملة "أبشري حوران" بأن الأموال ستستخدم في عملية التنمية لدعم المشاريع الخدمية والتعليمية والصحية في المحافظة.

وعلى الرغم من أن محافظة درعا لم تذكر عبر صفحتها الرسمية أي أخبار عن كيفية استخدام أموال الحملة، إلا أن أحد وجهاء بلدة "خربة غزالة"، أعلن عن تفاجئه من عدم إدراج البلدة في أي مشروع ضمن حملة أبشري حوران. وأضاف الشيخ "زكريا أبو مهند"، أحد وجهاء البلدة، في فيديو نشرته منصة "درعا 24"، أن اسم البلدة غاب عن قوائم محافظة درعا لترميم المدارس. وبرصد صفحة محافظة درعا، تبين أنها لم تنشر أي قوائم، وليس من المعروف كيف يتم تداول تلك القوائم إن وجدت، بينما تقتضي الشفافية الإعلان عنها بشكل صريح والإعلان عن كل ليرة في الحملة وأين ستذهب.

وتكرر المشهد نفسه في جميع حملات التبرع الأخرى، ففي ريف حلب أُعلن عن حملة "أهل العز لا ينسون"، التي جمعت نحو مليون و200 ألف دولار أمريكي، وبحسب القائمين على الحملة، فإن التبرعات مخصصة لإعادة تأهيل المنشآت الصحية والتعليمية في ريف حلب الجنوبي. ومساء أمس السبت، أعلن القائمون على حملة "ريفنا بيستاهل" في ريف دمشق عن وصول التبرعات إلى أكثر من 76 مليون دولار، ونقلت الإخبارية عن مدير الحملة "طارق الحسين" قوله بأن تبرعات الحملة ستستهدف ترميم 700 مدرسة وإعادة بناء 107 مدارس بشكل كلي، بالإضافة إلى 300 مدرسة جديدة. أما حملة "دير العز" في دير الزور فقد جمعت 30 مليون دولار، وهي مستمرة حتى 10 تشرين الأول القادم، وكما الحملات السابقة لا تفاصيل عن مصير الأموال وكيف ستصرف، لكن مديرة الحملة "رانية مدلجي" قالت في بيان نشرته صحيفة الفرات، إنهم وحرصاً على الشفافية سيصدرون «خلال اليومين القادمين بيانًا تفصيليًا يوضح كل ما تم استلامه نقدًا أو عبر الحسابات الرسمية، بالإضافة إلى التعهدات والمشاريع المرتبطة بالحملة، وذلك تعزيزًا لمبدأ الشفافية».

حتى اللحظة، تبقى الأسئلة معلقة بانتظار إجابات رسمية أو تقارير توضح كيف أنفقت هذه التبرعات، وسط مطالب شعبية بأن تتحول المبادرات من شعارات جماعية إلى نتائج ملموسة على الأرض.

مشاركة المقال: