حذرت المملكة العربية السعودية إسرائيل من مغبة الإقدام على ضم أي جزء من الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه الخطوة ستؤدي إلى "تداعيات كبرى في جميع المجالات". جاء ذلك في تقرير بثته القناة 12 العبرية، والتي أشارت إلى أن الرياض لم تحدد الإجراءات التي قد تتخذها في حال تنفيذ الضم.
وبحسب القناة، فإن السعودية قد تعلن رسمياً عن انتهاء مسار التطبيع مع إسرائيل، أو تعيد إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، بعد أن كانت قد فتحته في عام 2022. كما أن الضم قد يضر بالعلاقات الأمنية والتجارية غير المعلنة بين الجانبين، ويهدد استقرار اتفاقيات إبراهام.
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد حذرت في وقت سابق من أن الضم الإسرائيلي يمثل "خطاً أحمر" من شأنه تقويض الاتفاقيات وإنهاء مساعي الاندماج الإقليمي.
يأتي هذا التحذير في ظل ضغوط يمارسها حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف، والذين يدفعون باتجاه ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، كرد فعل على اعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطين هذا الأسبوع، وتعبيرًا عن غضبهم من طريقة تعامل إسرائيل مع الحرب المستمرة في غزة منذ عامين.
وأشارت القناة إلى أن مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكدوا أنهم لا يرغبون في رؤية أي خطوات ضم في هذه المرحلة، معتبرين أنها "آخر ما يحتاجه الوضع"، خاصة بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة "حماس" في قطر.
وذكرت القناة أن مسؤولين سعوديين سيناقشون مع ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، سبل إنهاء الحرب في غزة والسيناريوهات المتعلقة بـ"اليوم التالي"، بمشاركة قادة من الإمارات وقطر والأردن ومصر وتركيا. كما سيعقد لقاء منفصل بين ترامب وقادة دول الخليج، من السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين والكويت، حيث يسعى هؤلاء القادة إلى معرفة موقفه من الضربة الإسرائيلية في قطر.
وكان نتنياهو قد عقد اجتماعاً يوم الأحد لمناقشة الخيارات المتاحة للرد على اعتراف دول غربية بدولة فلسطين، وتضمنت المقترحات تغيير تصنيف بعض مناطق أ إلى ب، بما يعني إلغاء السيطرة الأمنية الفلسطينية عليها مع الإبقاء على السيطرة المدنية فقط، إضافة إلى تغيير أجزاء من ب إلى ج بما يمنح إسرائيل السيطرة الأمنية والمدنية الكاملة. وقد تشمل الردود أيضاً إغلاق قنصليات بعض الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وفي مقدمتها القنصلية الفرنسية.
وذكرت تقارير أن الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير لم تتم دعوتهما لحضور الاجتماع. وخلال الاجتماع، شدد نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر على ضرورة التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة في جميع الخطوات، وأعلن نتنياهو أنه لن يتم اتخاذ أي قرار قبل لقائه مع ترامب الأسبوع المقبل.
وأضافت القناة أن نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأمريكي ماريو روبيو الأسبوع الماضي أنه يواجه ضغوطاً من شركائه في الائتلاف الحكومي لضم منطقة ج، التي تشكل نحو 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية.
وأفاد مسؤولون أوروبيون كبار لإسرائيل بأن مزيداً من الدول تستعد للاعتراف بدولة فلسطين، محذرين من أن أي عملية ضم ستعتبر "عقاباً جماعياً" للفلسطينيين، وستهدد مستقبل اتفاقات إبراهام. ونقلت القناة عن المسؤولين الأوروبيين قولهم: "سترتكب إسرائيل خطأ إذا ردت على اعترافنا بدولة فلسطين بإجراءات دبلوماسية قاسية. سيكون من المؤسف أن نضطر إلى التصعيد، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي عملية ضم". وقالوا أيضاً: "إذا اختار نتنياهو وحكومته تدمير ما بنيناه من استقرار في المنطقة، فسيتحملون وحدهم العواقب".