الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 12:57 AM

الرئيس الشرع يلتقي الجالية السورية في نيويورك: تحول في العلاقة من روافد خارجية إلى شركاء استراتيجيين

الرئيس الشرع يلتقي الجالية السورية في نيويورك: تحول في العلاقة من روافد خارجية إلى شركاء استراتيجيين

أكد الكاتب والباحث فايز سارة أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك ولقاءه بالجالية السورية في محطته الأولى، يمثل تأكيداً على عمق العلاقة بين الدولة ومواطنيها في الخارج، وعلى وحدة الوطن رغم المسافات. وأضاف أن هذه الزيارة هي رسالة انتماء وطني تتجاوز الحدود الجغرافية، وتؤكد أن سوريا لا تقتصر على حدودها، بل تمتد حيثما وجد أبناؤها.

وفي تصريح لـ”الوطن”، أشار سارة إلى أن حرص الرئيس الشرع على الاستماع إلى نبض الجالية، ودعوتهم الصريحة ليكونوا “سفراء سوريا” والقيام بدور مزدوج من خلال الحفاظ على الهوية والانتماء، وتقديم الصورة الحضارية لسوريا، والمساهمة الفاعلة في المجتمعات التي يعيشون فيها، ودعوته إياهم ليكونوا جزءاً من عملية إعادة الإعمار والتنمية، كمشاركين فاعلين في بناء المستقبل، يعكس تحولاً في صياغة العلاقة بين الدولة والجاليات، من كونها “روافد خارجية” إلى “شركاء استراتيجيين” في مشروع وطني جامع، واستثمار الطاقات والكفاءات السورية المنتشرة في العالم.

ورأى سارة أن زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك تشكل مؤشراً قوياً على انفتاح سوري مدروس نحو العالم، يقوم على تثبيت الشرعية السياسية واستعادة التوازن في العلاقات الدولية. وأوضح أن المشاركة السورية في هذا المحفل العالمي ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل هي رسالة صريحة مفادها أن دمشق تستعيد دورها كلاعب سياسي إقليمي يمتلك رؤية واستراتيجية واضحة في التعامل مع قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

كما أشار سارة إلى أن مشاركة سوريا في الجمعية العامة تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن سوريا، رغم التحديات، ما زالت دولة ثابتة قادرة على التفاعل وصياغة خطاب متماسك يعكس تطلعاتها نحو شراكات متوازنة، لا تخضع للإملاءات، بل تنطلق من احترام السيادة وتبادل المصالح، ومن منطلق الشراكة والرغبة في الفعل والتأثير.

وشدد سارة على أن زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك، بما تضمنته من رسائل سياسية وطنية، تعكس تحولاً نوعياً في الخطاب السوري، وتؤكد أن سوريا تدخل مرحلة جديدة من التفاعل الإيجابي مع العالم، قائمة على الثقة بالذات والانفتاح المتوازن، والتكامل بين الداخل والخارج. واختتم قائلاً: إنها ليست مجرد زيارة، بل إعلان واضح بأن سوريا ماضية في استعادة دورها وصياغة مستقبلها، بالشراكة مع أبنائها أينما كانوا. الوطن

مشاركة المقال: