الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 01:53 AM

من الألم إلى الإبداع: رحلة فرح السورية من شاطئ اللاذقية إلى عالم الفن التشكيلي

من الألم إلى الإبداع: رحلة فرح السورية من شاطئ اللاذقية إلى عالم الفن التشكيلي

اللاذقية-سانا: لم تدرك الشابة السورية فرح أحمد أن شاطئ البحر سيكون نقطة تحول في حياتها، وبداية رحلة فنية جديدة في عالم الفن التشكيلي، وذلك على الرغم من التحديات الصحية التي واجهتها واضطرتها لترك دراسة الصيدلة في سنتها الثالثة.

لقد كان البحر ملاذها الذي خفف عنها الضغوط النفسية، ومنه استلهمت أولى خطواتها في عالم الرسم، ليصبح الفن وسيلتها للتعبير عن ذاتها وتحويل الألم إلى إبداعات فنية.

إرادة تتحدى المرض

على الرغم من معاناة فرح من أمراض مزمنة متعددة، كداء ويلسون، والذئبة الحمامية الجهازية، ومتلازمة أضداد الفوسفوليبيدات، بالإضافة إلى قصور وأدينوما نخامية، إلا أنها لم تستسلم. وأوضحت فرح في حديث لـ سانا أنها بدأت بالرسم بلوحات بسيطة باستخدام الرصاص وأقلام التلوين، وكانت رسوماتها الأولى مستوحاة من الطبيعة، وخاصة البحر.

وأشارت فرح إلى أن التشجيع الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها ساهم في تطوير أدواتها وأفكارها، لتصبح كل لوحة فنية تنجزها قصة فريدة بلمسة جمالية خاصة، ما ميزها في هذا المجال. وأكدت أنها وجدت في الفن متنفساً للراحة وحافزاً للتغلب على الألم والإرهاق الجسدي.

التسويق عبر وسائل التواصل

أفادت فرح بأنها أنشأت صفحة خاصة على موقع “فيسبوك” لتسويق أعمالها الفنية المتنوعة، والتي تشمل اللوحات، وفواصل الكتب، والميداليات، وعلب الهدايا وغيرها.

كما أعربت عن أملها في أن يصل مشروعها الفني إلى أوسع شريحة من الجمهور، وأن تساهم مبيعاتها في تغطية جزء من تكاليف علاجها، موجهة رسالة إلى مرضى الأمراض المزمنة بضرورة التمسك بالأمل والبحث عن نقاط القوة للإبداع والتميز.

دعم لا محدود من العائلة

من جهتها، أكدت صفية حيدر، والدة فرح، حرصها الدائم على دعم ابنتها وتشجيعها على التحدي، معربة عن فخرها وسعادتها برؤية فرح تتجاوز الألم والمعاناة، وتخطو نحو مستقبل مشرق بالأمل والتميز. وأشارت إلى أن قصة ابنتها هي رسالة لكل من يمتلك الإرادة والعزيمة، مؤكدة أن ذلك عزز ثقة فرح بنفسها، موضحة أنها مرت بمراحل علاج طويلة حتى وصلت لحالة استقرار حالياً مع المتابعة الطبية بشكل دائم.

مشاركة المقال: