أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، عن دعم تركيا لاستكمال 30 كيلومترًا متبقية من خط سكة الحجاز في الأراضي السورية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي إحياء خط الحجاز الحديدي، وذلك من خلال تعاون ثلاثي يجمع تركيا وسوريا والأردن، وفقًا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية، الثلاثاء 23 أيلول.
وفي سياق متصل، عقد وفد ثلاثي يمثل سوريا والأردن وتركيا اجتماعًا في العاصمة الأردنية عمّان، في 11 أيلول، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الإقليمي في قطاع النقل، وتفعيل حركة الترانزيت والربط السككي.
وأوضح أورال أوغلو أن قرارات "مهمة" قد اتخذت خلال الاجتماع الفني لوزراء النقل في الدول الثلاث. وكان معاون وزير النقل لشؤون النقل البري، محمد عمر رحال، قد دعا إلى تفعيل مشاريع الربط البري والسككي، وعلى رأسها خط سكة حديد الحجاز، وتذليل العقبات أمام حركة الترانزيت، والعمل على تطوير البنية التحتية.
وأضاف أورال أوغلو أن الأردن سيبحث الإمكانيات الفنية لصيانة وإصلاح وتشغيل القاطرات، مع إمكانية تشغيل قاطراته الخاصة على الخط حتى دمشق. وأكد الوزير التركي أن الاجتماع الثلاثي قد أسفر أيضًا عن اتفاق لاستئناف النقل البري بين تركيا والأردن عبر سوريا، بعد انقطاع دام 13 عامًا نتيجة للحرب في سوريا.
كما ذكر أورال أوغلو أنه قد طرح خلال المباحثات مشاريع لفتح ممرات نقل جديدة تربط تركيا بالبحر الأحمر عبر ميناء العقبة، وإجراء دراسات فنية مشتركة لتسهيل وصول سوريا والأردن إلى الممرات الدولية عبر الأراضي التركية.
ويُذكر أن خط الحجاز الحديدي هو سكة حديد تاريخية أنشأها العثمانيون في أوائل القرن العشرين، بهدف ربط دمشق بالمدينة المنورة، مرورًا بعدد من المدن والبلدات في سوريا والأردن والسعودية، لتسهيل سفر الحجاج إلى الحجاز. وقد بدأت فكرة هذا الخط في عام 1900، وبدأت أعمال تشييده في أيلول من العام نفسه، وانتهت في عام 1908. ولا يزال الخط عاملاً في الأراضي الأردنية حتى اليوم، بينما توقفت رحلاته إلى سوريا نتيجة للأحداث التي مرت بها خلال الثورة السورية.
شراكة دولية
أكد معاون وزير النقل السوري في الاجتماع الثلاثي (السوري- الأردني- التركي) أن النقل لم يعد مجرد وسيلة عبور، بل أصبح محركًا أساسيًا للاقتصاد والاستقرار، مشيدًا بأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا والأردن وتركيا، والذي يجعل منها جسرًا طبيعيًا لربط الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب، ما يوفر فرصًا لتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وجذب الاستثمارات وتوسيع التجارة البينية.
وأوضح رحال أن الشراكة بين الدول الثلاث ضرورة استراتيجية، وأشار إلى أن تركيا بخبراتها الصناعية، وسوريا بمواردها الزراعية والبشرية، والأردن بموقعه اللوجستي، قادرة مجتمعة على تشكيل قوة اقتصادية إقليمية. واستعرض رحال آنذاك، أبرز المشاريع الحيوية التي تسعى سوريا إلى تطويرها بالتعاون مع دول الجوار، ومن أبرزها إعادة تفعيل المعابر الحدودية، مثل معبر "نصيب– جابر" ومعبر "باب الهوى".
وناقش معاون وزير النقل تطوير خطوط النقل السككي، ولا سيما خط غازي عينتاب – حلب وخط الحجاز التاريخي، فضلًا عن تحديث اتفاقيات النقل لتسهيل حركة الشاحنات دون تفريغ وإعادة تحميل. وأكد رحال التزام سوريا بالعمل المشترك لتفعيل مشاريع النقل الإقليمي وإحياء دور المنطقة كممر تجاري محوري على مستوى المنطقة والعالم.
وتسعى وزارة النقل نحو تطوير منظومة نقل متكاملة ومستدامة، تعيد لسوريا موقعها الجغرافي والاقتصادي، اعتمادًا على بنى تحتية حديثة وكفاءة تشغيل عالية، بحسب تعبيره.