الأربعاء, 24 سبتمبر 2025 04:44 PM

تحليل لتصريح بتروس عن الرئيس الشرع: مجاملة شخصية أم رسالة سياسية مبطنة؟

تحليل لتصريح بتروس عن الرئيس الشرع: مجاملة شخصية أم رسالة سياسية مبطنة؟

عندما يعتمد مسؤول أمني وعسكري رفيع المستوى، مثل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، ديفيد بتروس، عبارة شخصية مثل: "لديك الكثير من المعجبين وأنا واحد منهم"، فإن ذلك يتجاوز حدود المجاملة العادية. هذه ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي إشارة سياسية وأمنية دقيقة، خاصة عندما تأتي من شخصية خبيرة في قراءة توازنات القوى وتوجيه الرسائل الضمنية.

لا شك أن العبارة تحمل أبعاداً متعددة. فالإشارة المباشرة إلى وجود "الكثير من المعجبين" تعكس الاعتراف بأهمية الرئيس أحمد الشرع، ليس فقط كشخصية سورية ذات خبرة سياسية ودبلوماسية، بل أيضاً كخيار يمكن أن يحظى بقبول واسع. هذا الاعتراف من شخصية أميركية نافذة سابقاً يعزز مكانة الشرع كلاعب رئيسي في مشهد سياسي عالمي معقد.

إن استخدام بتروس لصيغة الجمع لا يُفهم على أنه مجرد إطراء، بل كإشارة إلى شبكة من الأطراف الإقليمية والدولية التي ترى في الرئيس الشرع خياراً وجسراً نحو الحل. هنا، تتحول "المجاملة" إلى تعبير عن توافق ضمني أو استعداد من قوى مختلفة لدعم الرئيس الشرع.

بتروس، بخلفيته الاستخباراتية، يدرك أن تصريحاته لن تُقرأ فقط من قبل الرئيس الشرع، بل من قبل جميع الأطراف المعنية. بالتالي، تعمل العبارة على مستويين: شخصي مباشر يمس مكانة الرئيس الشرع، وسياسي غير مباشر يفتح الباب أمام تفسيرات حول الدعم الغربي والوقوف إلى جانبه.

في ظل التحولات التي شهدتها سوريا، تبرز الحاجة إلى شخصية تجمع بين المقبولية الداخلية والخارجية، وتحظى بسمعة براغماتية. من هنا، تأتي أهمية الرسالة، فهي تلمح إلى أن الرئيس الشرع يمتلك مكانة يمكن البناء عليها في أي صيغة لحل سياسي مستقبلي.

العبارة التي تبدو ظاهرياً إطراءً شخصياً، هي في جوهرها مؤشر على اعتراف بمكانة سياسية ورمز توافقي من قبل الجميع. و"المعجبون" الذين أشار إليهم بتروس ليسوا مجرد أفراد، بل شبكة دعم متعددة المستويات.

الوطن

مشاركة المقال: