الخميس, 25 سبتمبر 2025 10:50 PM

التوحد: الأعراض، الأسباب، عوامل الخطر، وأحدث الأبحاث العلمية

التوحد: الأعراض، الأسباب، عوامل الخطر، وأحدث الأبحاث العلمية

أثار إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيتها ربط «الباراسيتامول» بزيادة خطر الإصابة بالتوحّد جدلاً واسعاً. في هذا السياق، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً موسعاً يستعرض حصيلة عقود من الأبحاث العلمية حول التوحّد، أسبابه المحتملة، وطرق تشخيصه.

ما هو التوحّد؟ يشير العلماء إلى أن التوحّد ليس حالة واحدة، بل مجموعة من الاضطرابات المختلفة. وتوضح جيرالدين داوسون، أستاذة الطب النفسي وعلوم السلوك في جامعة ديوك، أن «التوحّد هو مجموعة من الحالات المتعددة ذات أسباب متنوعة».

يُعرَّف التوحّد علمياً باضطراب طيف التوحّد، وهو حالة عصبية-نمائية تتميّز بما يلي:

  • صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
  • تحديات في تكوين العلاقات أو الحفاظ عليها.
  • سلوكيات متكرّرة مثل رفرفة اليدين أو التأرجح.
  • اهتمامات مركّزة جداً أو محدودة.
  • حساسية زائدة للأصوات أو اللمس أو الضوء.

ويستخدم مجتمع التوحّد تعبيراً شهيراً: «إذا قابلت شخصاً مصاباً بالتوحّد، فهذا يعني أنك قابلت شخصاً واحداً بالتوحّد»، في إشارة إلى تنوّع الطيف.

الأسباب والعوامل المؤثرة بعد 30 عاماً من الأبحاث، يؤكد ديفيد أمارال من جامعة كاليفورنيا – ديفيس أنّ «التوحّد يولد مع الشخص».

  • العامل الوراثي: تشير الأبحاث إلى أنّ التوحّد وراثي بنسبة 80–90%.
  • التغيرات الدماغية: رُصدت تغييرات في دوائر الدماغ منذ عمر 6 أشهر لدى أطفال شُخّصوا لاحقاً بالتوحّد، منها تسارع نمو القشرة الدماغية.
  • العوامل البيئية: التهابات مزمنة أو أمراض مثل السمنة والسكري أثناء الحمل قد تؤثر في نمو الدماغ. كما وُجدت ارتباطات بمبيدات الآفات وتلوث الهواء والماء، لكنها ضعيفة وغير سببية مباشرة، بحسب تشارلز نيلسون من جامعة هارفارد.

وفي حين تحاول إدارة ترامب ربط «الأسيتامينوفين» (المعروف أيضاً بالباراسيتامول وهو المكوّن الفعّال في «تايلينول») بالتوحّد، تكرّر الدراسات أنّ اللقاحات لا علاقة لها بالتوحّد. فعلى سبيل المثال، يُعطى لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) بعد عمر 12 شهراً، أي بعد ظهور التغيرات الدماغية المرتبطة بالتوحّد.

كيف يتم التشخيص؟ يعتمد التشخيص على الملاحظات السلوكية، إذ لا يوجد اختبار دم أو فحص بيولوجي حتى الآن. وتوصي «الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» بفحص الأطفال عند عمر 18 و24 شهراً.

ويبلغ متوسط عمر التشخيص الفعلي في الولايات المتحدة 4 سنوات. ويمكن رصد علامات أبكر: ضعف التواصل البصري عند عمر 6–9 أشهر، أو تأخر اللغة عند 18 شهراً. كما يُشخّص البالغون عبر أطباء نفسيين أو اختصاصيين في علم النفس العصبي.

عوامل الخطر المعروفة هناك عوامل عدة تزيد احتمال الإصابة بالتوحّد، منها:

  • وجود شقيق مصاب، ما يرفع الاحتمال إلى 20%.
  • إنجاب طفل لوالدين متقدّمين في العمر، خصوصاً الأب.
  • الولادة المبكرة جداً أو انخفاض الوزن الشديد عند الولادة.
  • مضاعفات الولادة مثل نقص الأكسجين في الدماغ.

ويؤكد التقرير أنّ التوحّد اضطراب معقّد يجمع بين الوراثة والعوامل البيئية، وأنّ التشخيص المبكر يظلّ مفتاحاً للتعامل معه. وبينما تدفع الإدارة الأميركية بفرضيات مثيرة للجدل حول «الباراسيتامول»، تذكّر «واشنطن بوست» بأنّ العلم ما يزال يبحث عن الأجوبة الدقيقة بعيداً من التخمينات السياسية.

مشاركة المقال: