إسطنبول-سانا: استضافت منظمة "عدالتي" في إسطنبول مساء اليوم جلسة حوارية جمعت أعضاء من الجالية السورية مع الدكتور رضا جلخي، رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، وعبد الباسط عبد اللطيف، رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، في دار الفاتح (جمعية الشام للأيتام). يهدف هذا اللقاء إلى تعزيز التواصل بين السوريين في الداخل والجاليات في الخارج.
شهد اللقاء حضور نشطاء وفاعلين سوريين، وتمحورت المناقشات حول خطط عمل الهيئتين المستقبلية، والتحديات التي تواجه ذوي المفقودين والضحايا، بالإضافة إلى بحث آليات تواصل مستدامة بين الداخل السوري والجاليات في بلدان اللجوء.
تفاعل حيّ ومداخلات معمّقة
تميزت الجلسة بتفاعل كبير من الحضور، حيث طرحوا أسئلة ومداخلات أدت إلى نقاشات معمقة حول مفهوم العدالة الانتقالية في السياق السوري، ودور المجتمع المدني في صياغة مساراتها. أكد أحد المشاركين على أن "العدالة تبدأ بالاستماع إلى صوت الضحايا"، بينما دعا آخرون إلى إشراك المجتمع المدني في رسم السياسات الحقوقية.
أكد الدكتور رضا جلخي أن قضية المفقودين "ليست ملفاً إنسانياً فحسب، بل أولوية وطنية لا يمكن طيّها دون محاسبة وكشف مصير كل ضحية".
من جهته، أوضح عبد الباسط عبد اللطيف في تصريح لـ سانا أن العدالة الانتقالية "عملية مجتمعية بامتياز"، مشيراً إلى أن المصالحة الوطنية لا تتحقق بمعزل عن الضحايا وذويهم. وأضاف أن الهيئة تعمل على جمع الشهادات وتوثيق الانتهاكات، وفتح قنوات المصالحة بما يضمن الإنصاف والمساءلة، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد برامج أكثر انفتاحاً على المبادرات المدنية داخل سوريا وفي الشتات، مؤكداً أن أصوات الجاليات تشكل رافعة مهمة لإغناء السياسات الوطنية.
نحو مشاركة أوسع للجاليات
اعتبر المنظمون اللقاء نموذجاً للحوار السوري–السوري، مؤكدين أن فتح المجال أمام الجاليات لإبداء آرائها واقتراحاتها يسهم في دفع العمل الحقوقي والوطني نحو مسارات أكثر شمولية واستدامة. ومع ختام الجلسة، بدا واضحاً أن الجالية السورية في إسطنبول لم تكتفِ بدور المتلقي، بل سعت لتكون شريكاً فاعلاً في صياغة مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً، يربط السوريين ببعضهم مهما تباعدت الجغرافيا.