الجمعة, 26 سبتمبر 2025 02:12 PM

سهل الغاب: عودة الأهالي تصطدم بتحدي إزالة الركام ومخاطر مخلفات الحرب

سهل الغاب: عودة الأهالي تصطدم بتحدي إزالة الركام ومخاطر مخلفات الحرب

في سهل الغاب بريف حماة، يواجه الأهالي العائدون إلى قراهم تحديات كبيرة تعيق استئناف حياتهم الطبيعية، وعلى رأسها تراكم الركام والأنقاض الناتج عن سنوات الحرب. ورغم تمسك العائدين بالأمل، فإن غياب البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المنازل يعرقلان جهود إعادة الترميم، مما يجعل إزالة الركام أولوية ملحة لتأمين بيئة سكنية آمنة، حسب ما أفاد مراسل منصة سوريا 24 في حماة.

لمعالجة هذه الأزمة، أطلقت المؤسسات الخدمية في محافظة حماة حملة واسعة تحت شعار "حماة تُنبض من جديد"، تستهدف إزالة الأنقاض من القرى والأحياء المتضررة في ريف المحافظة. وتهدف الحملة إلى تسهيل عودة المهجرين وتمكينهم من بدء عمليات الترميم، كخطوة أولى نحو إعادة الإعمار. إلا أن الجهود تصطدم بصعوبات جمة، أبرزها الخطر الدائم من مخلفات الحرب والألغام التي لا تزال مزروعة في مناطق واسعة، مما يهدد حياة العاملين في إزالة الركام والسكان على حد سواء. وقد سُجلت عدة حوادث انفجار خلال الأسابيع الماضية أثناء عمليات التنظيف، مما يؤثر على سرعة تنفيذ الحملة ويشكل عائقاً نفسياً ولوجستياً أمام العائدين.

محمد القاسم، أحد العائدين إلى بلدة كفرنبودة بعد غياب دام 13 عاماً، يصف تجربته قائلاً: "عدت إلى منزلي المدمر آملاً أن أبدأ من جديد، لكن أول ما واجهني كان جبل من الركام داخل غرف البيت". وأضاف في حديث لمنصة سوريا 24: "لا يمكنني ترميم جدار أو حتى فتح نافذة قبل إزالة هذا الحطام، وقد قمت بجزء من العمل يدوياً، واستعنت بجرّافة صغيرة لبقية المهمة، وكلّفني ذلك نحو 200 دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير في ظل الوضع الاقتصادي الصعب". ويشير القاسم إلى أن كلفة إزالة الركام تتفاوت بين 50 و300 دولار حسب حجم الدمار، وهو عبء إضافي لا يحتمله الكثيرون.

من جهته، يوضح خالد الإبراهيم، أحد العاملين في فرق إزالة الركام، أن هذه المهمة لم تعد فقط ضرورة إنسانية، بل أصبحت مصدر رزق لشريحة واسعة من الشباب في ظل ارتفاع معدلات البطالة. ويقول في حديث لمنصة سوريا 24: "رغم خطورة العمل وصعوبته، إلا أننا نعتبره خطوة أساسية في مسار إعادة الحياة إلى هذه المناطق، فكل منزل ننظفه هو باب يفتح أمام عائلة لتعود إلى جذورها".

وتتزايد المطالبات الشعبية بتكثيف الجهود الخدمية وتسريع وتيرة إزالة الأنقاض، خاصة عبر توفير آليات هندسية متخصصة وفرق مدربة على التعامل مع مخلفات الحرب. كما يطالب السكان بفتح الطرقات الداخلية المغلقة بالركام لتسهيل وصولهم إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية، التي تشكل مصدر رزق رئيسي للكثيرين في سهل الغاب. وفي الوقت الذي تستمر فيه حملة "حماة تُنبض من جديد"، يبقى الركام شاهداً صامتاً على سنوات الحرب، وعائقاً مادياً ومعنوياً أمام عودة الحياة إلى طبيعتها. لكن إصرار الأهالي على العودة، وتصميم الفرق الميدانية على المضي قدماً رغم المخاطر، يبقي شعلة الأمل متقدة.

مشاركة المقال: