السبت, 27 سبتمبر 2025 07:56 PM

الرئيس الشرع يختتم جولة تاريخية من نيويورك إلى إدلب: سوريا تنطلق نحو الانفتاح والبناء

الرئيس الشرع يختتم جولة تاريخية من نيويورك إلى إدلب: سوريا تنطلق نحو الانفتاح والبناء

دمشق-سانا: في خطاب تاريخي من إدلب، توجه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الشعب السوري، متحدثاً عن زيارته الهامة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد الرئيس أن هذه الزيارة رسخت مكانة سوريا المستحقة في المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة.

وشدد الرئيس الشرع على أن هذا الإنجاز الدبلوماسي الكبير هو نتيجة نضال الشعب السوري الذي حرر أرضه بجهود أبنائه، مؤكداً أن القيادة تسعى للوقوف مباشرة بين أبناء الشعب، وجعل الداخل السوري محوراً لأي مشروع وطني.

وخلال حملة "الوفاء لإدلب"، التي جمعت تبرعات تجاوزت 208 ملايين دولار أمريكي، ألقى الرئيس الشرع خطابه فور وصوله من الولايات المتحدة، مؤكداً أن إدلب تستحق أن تكون منطلق الوفاء، وأن الحضور الدولي لسوريا تحقق بفضل صمود السوريين وتضحياتهم، وأن الحل السياسي الذي يقر به العالم اليوم، جاء نتيجة التضحيات.

وأشار الرئيس إلى أن هذا الاعتراف يفتح الباب لمسار دبلوماسي مكثف يهدف إلى رفع العقوبات وإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، استكمالاً للجهود الدبلوماسية المستمرة منذ بداية العام، والتي توجت باللقاء الأول بين الرئيس الشرع ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، وتكرر اللقاء في نيويورك بحضور السيدة ميلانيا ترامب.

وأكد الرئيس الشرع أن إدلب ليست مجرد "سوريا الصغرى" عاطفياً، بل هي رمز لوحدة سوريا، مشيراً إلى أن زيارته إلى الولايات المتحدة لم تكن مجرد محطة بروتوكولية، بل لحظة تاريخية تعكس تحول نظرة العالم إلى دمشق كجزء من الحل، وأن الانفتاح الذي تبديه سوريا ينبع من الثوابت الوطنية في السيادة ودعم الشعب السوري.

وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أجرى الرئيس الشرع 22 لقاءً واجتماعاً ثنائياً ومتعدد الأطراف، شملت لقاءات مع الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو والسيناتور جين شاهين والنائب غريغوري ميكس، بالإضافة إلى قادة دول عربية وأوروبية ورؤساء منظمات دولية. كما حاور الجنرال ديفيد بتريوس الرئيس الشرع في مؤتمر جامعة "كونكورديا"، وأجرى حواراً مع الباحث تشارلز ليستر.

لقاء ثان مع الرئيس ترامب

كان لقاء الرئيس أحمد الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال حفل الاستقبال الرسمي في الأمم المتحدة من أبرز محطات هذه الجولة. وقد أعلن الرئيس ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا ومنحها "فرصة للتنفس". وفي نيويورك، بحث الرئيسان رفع العقوبات والعلاقات بين دمشق وواشنطن.

كلمة تاريخية من منبر الشرعية الدولية.. النصر من الشعب وثمرته له

تميز خطاب الرئيس أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بكونه "الحكاية السورية"، صراعاً بين الحق والباطل، بين شعب ونظام بائد. وأبرز الرئيس قدرة السوريين على تحويل مأساتهم إلى فرصة للنهوض والبناء، مؤكداً أن الانتصار الحقيقي هو انتصار القيم الإنسانية.

ودعا الرئيس الشرع إلى رفع العقوبات بشكل كامل، وأعلن عن خطط اقتصادية تستند إلى إصلاح القوانين الاستثمارية وجذب الشركات العالمية. وأشاد بوعي الشعب السوري في إيقاف محاولات إثارة النعرات الطائفية، وأكد على التزام سوريا باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ودعا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وأكد الرئيس الشرع على ركائز السياسة الواضحة منذ سقوط النظام السابق، بما في ذلك الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية، والدعوة إلى حوار وطني جامع، وتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين، والمضي في انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي، وحصر السلاح بيد الدولة.

وأعلن الرئيس الشرع عن دعم سوريا لأهل غزة، ودعا لإيقاف الحرب فوراً، مؤكداً على الموقف العربي والإقليمي الثابت المنحاز للعدالة، وأن سوريا الجديدة تشدد على عدم المساس بثوابتها الوطنية.

واختتمت الجولة التاريخية للرئيس الشرع، التي بدأت من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومرت بلقاء الرئيس ترامب وقادة العالم، وصولاً إلى إدلب، برسم معالم مرحلة جديدة: سوريا التي طوت صفحة العزلة والاستبداد، وفتحت صفحة الانفتاح والبناء.

مشاركة المقال: