الأحد, 28 سبتمبر 2025 12:46 PM

القنيطرة: خدمات متأزمة وتنمية محدودة في ظل تحديات التوغل الإسرائيلي

القنيطرة: خدمات متأزمة وتنمية محدودة في ظل تحديات التوغل الإسرائيلي

نورمان العباس ـ القنيطرة

تواجه محافظة القنيطرة وضعاً خدمياً صعباً يتفاقم بسبب نقص الموارد وتدهور البنية التحتية، بالإضافة إلى التحديات السياسية والأمنية، وعلى رأسها التوغل الإسرائيلي الذي يسيطر على مصادر المياه الحيوية داخل المحافظة. هذا الوضع يعيق جهود التنمية ويزيد من معاناة السكان اليومية.

تحسن نسبي في الكهرباء ومشاكل مزمنة في المياه

يقول ياسر حسن، أحد سكان المحافظة، لنورث برس، إن الخدمات الأساسية في القنيطرة شهدت تحسناً طفيفاً بعد سقوط نظام الأسد، لكن الفجوة بين ما هو مأمول والواقع لا تزال كبيرة. ويوضح أن وضع الكهرباء أفضل نسبياً مقارنة بدمشق، حيث تتمتع القنيطرة بتغذية كهربائية أطول وأكثر استقراراً، مما انعكس بشكل إيجابي على حياة السكان. أما بالنسبة للمياه، فيشير حسن إلى أنها "أفضل نوعاً ما من العاصمة، إلا أن النقص ما يزال واضحاً ويزداد بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على عدد من السدود المائية، وتراجع معدلات الأمطار في السنوات الأخيرة".

في المقابل، يعتبر قطاع النقل هو الأكثر تدهوراً بين الخدمات الأخرى. ويصف حسن واقع المواصلات في القنيطرة بأنه "سيئ التنظيم ويشهد ارتفاعاً كبيراً في الأجور"، مضيفاً أن بعض القرى النائية "تفتقر إلى أي وسيلة نقل منتظمة، مما يجعل التنقل بين التجمعات السكانية أمراً صعباً ومكلفاً".

غياب المشاريع التنموية

من جهته، يرى محمد، أحد سكان المنطقة، في تصريحات لنورث برس أن المحافظة "تواجه تحديات خدمية وتنموية لم تجد حلولاً كافية رغم الوعود المتكررة". ويشير إلى أن نقص المياه في القرى الحدودية والبنية التحتية غير المؤهلة، مثل شبكات الصرف الصحي والطرق الداخلية، تزيد من صعوبة الحياة اليومية. كما ينتقد محمد غياب المشاريع الاقتصادية قائلاً: "لا توجد مشاريع حقيقية لتشغيل الشباب أو تحريك الاقتصاد المحلي"، مما يدفع الكثيرين من أبناء القرى إلى الهجرة نحو المدن الكبرى، وهو ما يزيد من عمق الفجوة التنموية.

تهميش إعلامي وحكومي

ويضيف محمد علي، من سكان القنيطرة، لنورث برس بعداً آخر يتمثل في "التهميش الإعلامي والحكومي لقضايا المحافظة"، معتبراً أن هذا الإهمال يضعف فرص إيجاد حلول مستدامة. ويؤكد أن "أولويات الحكومة في القنيطرة محدودة وتركز بشكل أساسي على مركز المحافظة، خان أرنبة ومدينة السلام، بينما تبقى القرى الأخرى مهمشة ودون خطط تنموية واضحة". ويرى علي أن جزءاً من هذا الوضع مرتبط بالقيود التي تفرضها التوغلات الإسرائيلية داخل المحافظة، مما يعطل المشاريع والخطط طويلة الأمد.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: