الأحد, 28 سبتمبر 2025 07:14 PM

خسائر فادحة لمزارعي درعا بسبب تشقق الرمان: الجفاف والتغيرات المناخية وراء الأزمة

خسائر فادحة لمزارعي درعا بسبب تشقق الرمان: الجفاف والتغيرات المناخية وراء الأزمة

يواجه مزارعو الرمان في ريف درعا الغربي موسمًا صعبًا، حيث يتكبدون خسائر مالية كبيرة نتيجة لتشقق المحصول المبكر، مما يضطرهم لبيعه بأسعار زهيدة لتجار معامل العصير.

يعزو المزارعون أسباب التشقق إلى عدة عوامل، أبرزها قلة المياه بسبب تراجع منسوب المياه في الريف الغربي، وزيادة حمل الأشجار، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تشهد تقلبات حادة بين برودة الليل وارتفاع حرارة النهار.

يضطر المزارعون لبيع الكيلو الواحد من الرمان المتشقق بسعر لا يتجاوز 700 ليرة سورية، في حين يصل سعر الكيلو من الرمان السليم إلى 6000 ليرة سورية (ما يعادل نصف دولار أمريكي).

يقوم بعض التجار بشراء الرمان المتشقق وتصديره إلى دمشق، حيث يتم بيعه لمعامل العصير وصناعة دبس الرمان.

أحمد الحشيش، وهو مزارع يمتلك 20 دونمًا من الرمان، يقدر خسائره بحوالي 400 مليون ليرة سورية (حوالي 36,000 دولار)، مقارنة بإنتاج الموسم الماضي. أنتج أحمد في الموسم الماضي 80 طنًا من الرمان، بينما لم يتجاوز إنتاجه هذا الموسم عشرة أطنان، واضطر لبيع الجزء الأكبر من إنتاجه لتجار الرمان المتشقق بسعر 700 ليرة سورية للكيلو.

يعزو أحمد سبب الخسارة إلى تشقق أكثر من 80% من محصول الرمان، نتيجة للتغيرات في مواعيد السقاية وجفاف البئر التي كان يعتمد عليها في ري محصوله في بداية الموسم، مما أدى إلى تأخر السقاية لأكثر من شهرين.

يشير المزارعون إلى أن سقاية الرمان تتم مرة واحدة كل 20 يومًا تقريبًا، ويحرصون على الالتزام بمواعيد ثابتة لتجنب تشقق الثمار.

بدوره، خسر سليمان البرازي نصف محصوله بسبب تشقق نصف الثمار، مما اضطره لبيع المحصول لتجار العصير أيضًا. يمتلك سليمان مزرعة رمان تبلغ مساحتها 14 دونمًا، أنتجت في الموسم الماضي 60 طنًا، بينما لم ينتج هذا الموسم سوى 30 طنًا.

يؤكد سليمان أن بيع الرمان بهذا السعر يهدف إلى تعويض جزء من الخسائر وتأمين المصروف اليومي، إلا أن سعر الرمان المتشقق لا يقارن بسعر الرمان السليم.

يشير سليمان البرازي إلى أن الفترة بين مرات السقاية امتدت إلى 45 يومًا في الموسم الحالي، بينما كانت 15 يومًا في الموسم السابق. واضطر سليمان لاستجرار المياه من قرية مجاورة تبعد كيلومترين، بتكلفة تصل إلى 100,000 ليرة سورية للساعة الواحدة، مما يقلل من أرباحه المتوقعة.

تركزت المساحات المتضررة من تشقق الرمان في ريف درعا الغربي، في قرى زيزون وتل شهاب والعجمي وبعض قرى حوض اليرموك.

يؤكد سليمان أن قلة الري كانت السبب الرئيسي في خسارته، بينما يعتبر الأسباب الأخرى ثانوية.

يشير المزارع أحمد الحشيش إلى أن بئره جفت في بداية أيار الماضي، ولم يكن يتوقع ذلك مبكرًا، حيث كان منسوب المياه ينخفض في شهر آب خلال السنوات الماضية. ولجأ بعض المزارعين إلى تعميق الآبار إلى 350 مترًا بحثًا عن المياه.

كما جفت ينابيع عيون الساخنة وعيون العبد وزيزون والمزيريب وعين ذكر والصافوقية، والتي كانت مصادر مياه للشرب والزراعة.

يعزو المهندس الزراعي كمال الزعبي، صاحب صيدلية زراعية في بلدة المزيريب، أسباب تشقق الرمان إلى عدم انتظام الري، وعدم إشباع المحصول بعد العطش، ونقص الكالسيوم، والحمل الزائد على الأشجار، وتبدل درجات الحرارة.

يتوقع مدير دائرة الاقتصاد والتخطيط في مديرية زراعة درعا، حسن الأحمد، أن يبلغ إنتاج محافظة درعا من الرمان هذا الموسم 33 ألف طن. ويبلغ عدد أشجار الرمان في المحافظة 1.1 مليون شجرة على مساحة تصل إلى 1850 هكتارًا، تتركز معظمها في ناحية المزيريب، التي تضم طفس وتل شهاب وزيزون والعجمي وخربة قيس واليادوة.

عنب بلدي– محجوب الحشيش

مشاركة المقال: