الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 03:45 AM

لماذا تُطلى حافلات المدارس باللون الأصفر؟ قصة لون أنقذ حياة الملايين

لماذا تُطلى حافلات المدارس باللون الأصفر؟ قصة لون أنقذ حياة الملايين

منذ عقود، أصبح اللون الأصفر جزءًا مألوفًا من المشهد الصباحي اليومي، حيث تتباطأ حركة المرور وتتوقف الحافلات الصفراء اللامعة لنقل الطلاب. هذا المشهد ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لقرار علمي اتُخذ قبل أكثر من 85 عامًا لتعزيز السلامة المرورية وحماية الأطفال.

إن اختيار اللون الأصفر لحافلات المدارس لا يعتمد على مجرد تقليد أو تفضيل جمالي، بل يستند إلى دراسات علمية حول الرؤية والإدراك البصري. فاللون الأصفر هو من بين الألوان التي تلتقطها العين البشرية بسهولة، خاصة في ضوء النهار، حيث يعكس كمية كبيرة من الضوء ويبقى واضحًا حتى في الظروف الجوية السيئة كالمطر أو الضباب. العين حساسة لطول الموجة الخاص باللون الأصفر، مما يجعله مرئيًا بوضوح سواء نظر السائق إليه مباشرة أو من زاوية الرؤية الجانبية، وهي ميزة مهمة في الطرق المزدحمة.

على الرغم من أن اللون الأحمر يلفت الانتباه، إلا أن استخدامه الواسع في إشارات المرور قد يسبب التباسًا. أما اللون الأصفر، فيرسل رسالة واضحة ومباشرة: تمهل، انتبه، هناك أطفال على متن الحافلة. النص الأسود المكتوب على الحافلات يخلق تباينًا قويًا مع الخلفية الصفراء، مما يجعل الكلمات سهلة القراءة من مسافات بعيدة وأثناء حركة الحافلة.

تعود قصة اللون الأصفر إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما لاحظ الأكاديمي الأمريكي فرانك دبليو. سير – أستاذ التربية في جامعة كولومبيا – الفوضى في وسائل النقل المدرسي. كانت الحافلات تختلف في الشكل والحجم واللون من ولاية إلى أخرى، وكانت بعض المناطق تنقل الأطفال بعربات خشبية تجرها الخيول. دعا سير عام 1939 إلى مؤتمر وطني أسفر عن وضع 44 معيارًا موحدًا لحافلات المدارس، شملت الأبعاد والتصميم واللون، وكان من أهمها اعتماد لون أصفر محدد يتمتع بسطوع عالٍ ورؤية قوية.

قال وليام سير، نجل فرانك سير، في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز عام 2013: "كانوا يريدون لونًا يبرز ويُرى من مسافة بعيدة ويرتبط في أذهان الناس بالحافلة المدرسية، حتى إذا رأيناه نعلم أن هناك أطفالًا في مكان قريب".

عُرف اللون الذي أُقرّ في مؤتمر 1939 باسم "الكروم الوطني لحافلات المدارس" أو "الأصفر اللامع الوطني"، وبقي ثابتًا حتى اليوم رغم تغير كثير من اللوائح الأخرى. ساهم توحيد اللون في ترسيخ ارتباطه الذهني بالحافلات المدرسية، مما يدفع السائقين إلى الحذر عند رؤيته. لم يكن طلاء الحافلات المدرسية باللون الأصفر خيارًا عابرًا، بل كان قرارًا علميًا وتنظيميًا ذكيًا أثبت فعاليته لعقود طويلة، وأسهم في حماية ملايين الأطفال يوميًا في طريقهم من وإلى المدرسة. (albayan)

مشاركة المقال: