الإثنين, 13 أكتوبر 2025 01:50 AM

أكساد ووزارة الزراعة السورية تطلقان دورة تدريبية حول أحدث تقنيات مسح الغابات

أكساد ووزارة الزراعة السورية تطلقان دورة تدريبية حول أحدث تقنيات مسح الغابات

ريف دمشق _ أخبار سوريا والعالم - في خطوة مهمة تبرز التزام الحكومة السورية بتطوير قطاع الغابات وتعزيز دوره في الاستدامة البيئية، بدأت اليوم فعاليات الدورة التدريبية المتخصصة في "الطرائق الحديثة في مسح الغابات". ينظم هذه الدورة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الغابات من مختلف الدول العربية.

في كلمته الافتتاحية، عبّر الدكتور وليد الطويل، مدير إدارة الموارد النباتية في أكساد، عن سعادته بانطلاق الدورة التي تهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية في مسح وتقييم الغابات باستخدام أحدث التقنيات. وأكد أن الغابات تمثل "الجندي المجهول" في تحقيق الأمن البيئي، وتعتبر "رئة الحياة" و"مصدر الطاقة المتجددة" في العالم.

وأشار الطويل إلى أن أهمية الغابات لا تقتصر على الجانب البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، خاصة في المناطق العربية التي تواجه تحديات كبيرة مثل التدهور البيئي، التصحر، وحرائق الغابات.

كما أوضح الدكتور الطويل أن الغابات السورية تواجه العديد من المشاكل التي تتطلب استخدام التقنيات العلمية الحديثة لمعالجتها، مثل الحرائق التي تلتهم مساحات واسعة سنويًا، بالإضافة إلى التدهور الناتج عن التصحر والنشاط البشري.

وأكد الطويل حرص أكساد على تطوير هذا القطاع من خلال تنفيذ مشاريع لحماية وتنمية الغابات، وإعداد الخرائط البيئية التي توفر بيانات دقيقة عن حالة الغابات.

وبيّن الدكتور الطويل أن هذه الدورة التدريبية تأتي في إطار التعاون المثمر بين وزارة الزراعة السورية وأكساد، وتهدف إلى تعزيز مهارات الكوادر الوطنية في مسح الغابات باستخدام تقنيات مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) والاستشعار عن بعد، مما يساعد في تقديم بيانات دقيقة وموثوقة لتحسين إدارة الغابات وحمايتها.

من جانبه، أشار معاون وزير الزراعة أيهم عبد القادر، إلى أهمية الدورة التدريبية في ظل التحديات التي تواجه الغابات السورية، قائلاً: "الغابات في سوريا تتعرض لتحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، الجفاف غير المسبوق، وحرائق الغابات المتزايدة". وأكد أن استخدام التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية أصبح ضرورة ملحة لمواجهة هذه التحديات.

وأضاف عبد القادر أن الوقاية من الحرائق هي الوسيلة الأكثر فعالية للحفاظ على الغابات، مشددًا على ضرورة تزويد المهندسين الزراعيين والفنيين بالأدوات والمعرفة اللازمة للحفاظ على الغطاء النباتي في سوريا.

وأشاد عبد القادر بجهود أكساد في نشر المعرفة وتدريب الكوادر السورية، مؤكدًا أن هذه الدورة تمثل خطوة هامة نحو تفعيل التعاون العربي المشترك وتعزيز قدرات العاملين في مجال حماية الغابات.

تصريحات الخبراء

وفي تصريح خاص لموقع "أخبار سوريا والعالم"، أكد الدكتور أحمد مقداد، رئيس قسم التنوع الحيوي في أكساد، أن الدورة التدريبية تهدف إلى رفع قدرات الكوادر السورية في استخدام التقنيات الحديثة في مسح الغابات.

وأوضح أن الدورة تشمل 28 متدربًا من مديريات الزراعة السورية، وستتناول أساليب متطورة لتقييم الغابات ومناطقها المتضررة من الحرائق أو التدهور البيئي. وأضاف مقداد أن الغابات تعد جزءًا أساسيًا من التنوع الحيوي، حيث تساهم في الحفاظ على توازن النظام البيئي، مؤكدًا على أهمية تكثيف الجهود لتوسيع المساحات الغابية في سوريا، التي كانت لا تتجاوز 5% من المساحة الإجمالية للبلاد في وقت سابق.

وأكد مقداد أن الحفاظ على الغابات يشكل تحديًا حيويًا في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، مشيرًا إلى أن الدورة تهدف إلى تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لاستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد للحصول على بيانات دقيقة وسريعة تساعد في اتخاذ قرارات بيئية مستدامة.

من جانبه، أكد الدكتور مهدي الجبوري، اختصاص الثروة الحيوانية في أكساد، أن الغابات تشكل "رئة الأرض" التي توفر مصادر حيوية للحياة، حيث تعتبر موطنًا للعديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، لافتا إلى أن حيوانات الرعي تلعب دوراً مهماً في حماية الغابات من الحرائق، من خلال تقليل النباتات القابلة للاشتعال.

وأشار الجبوري إلى أن عمليات الرعي، إذا تمت بشكل منظم وغير جائر، يمكن أن تساهم في الحفاظ على صحة الغابات ومنع تدهورها.

المؤشرات وطرق المسح

وفي تصريح آخر، أشار الدكتور محمد شاكر قربيصة، رئيس برنامج التنوع الحيوي في أكساد، إلى أهمية المؤشرات التي يتم دراستها في المسح الحقلي للغابات، مثل الكثافة، التغطية النسبية، الارتفاع والمساحة، موضحاً أن الدورة ستتطرق إلى طرق المسح الميداني المختلفة، مع التركيز على كيفية تطبيق هذه المؤشرات باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد. كما بين قربيصة أن هذه البيانات سيتم معالجتها باستخدام برامج حاسوبية متخصصة للوصول إلى نتائج دقيقة تساعد في اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة.

وتستمر الدورة التدريبية لمدة أربعة أيام، حيث يتناول المتدربون المواضيع المتعلقة بمسح الغابات، والطرق الحديثة في إدارة مواردها، وتعتبر هذه الدورة فرصة ثمينة لتأهيل الكوادر السورية في هذا المجال الحيوي، بما يسهم في تعزيز جهود حماية الغابات وتحقيق التنمية المستدامة في سوريا والمنطقة العربية.

مشاركة المقال: