أكد مدير مركز القياس والتقويم التربوي، مجدي السعدي، أن تجربة الاختبارات المؤتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، والتي تم إلغاؤها مؤخرًا، لم تنجح في قياس مستويات التفكير العليا لدى الطلاب، مثل الاستنتاج والابتكار والإبداع.
في تصريح لمراسلة سانا، أوضح السعدي أنه بعد دراسة تقييمية لتطبيق الاختبارات المؤتمتة في شهادة التعليم الثانوي بمركز القياس والتقويم التربوي، تبين ضعف قدرة هذه الاختبارات على قياس مستويات التفكير العليا والناتج التعليمي في بعض المواد، خاصةً الرياضيات واللغات العربية والإنكليزية.
أشار السعدي إلى أن الطالب في مسائل الرياضيات، عند استخدام الأسئلة المقالية، يتبع خطوات متعددة للوصول إلى الحل، بينما في النظام المؤتمت، يختار الحل مباشرة بعد القيام بهذه الخطوات. وأضاف أن الطالب يواجه صعوبة في مواد اللغات العربية والأجنبية عند الإجابة على الأسئلة المؤتمتة، حيث لا يستطيع إنشاء إجابة مثل كتابة موضوع، والتي من خلالها يمكن قياس مهارة الإبداع والابتكار، وقدرته على ربط الأفكار، واستخدام الشواهد، وكتابة أبيات الشعر وتوظيفها بشكل صحيح.
كما لفت السعدي إلى أن الدراسة التي أجراها مركز القياس والتقويم التربوي أظهرت الحاجة إلى اختبارات متنوعة ومتوازنة تجمع بين الأسئلة الموضوعية والمقالية، لأن الأخيرة تقيس قدرة الطالب على الاستنتاج والتفكير النقدي ومستويات التفكير العليا. وأكد أن الاختبارات المقالية تتميز بالقدرة التمييزية بين مستويات الطلاب المختلفة، بينما الاختبارات المؤتمتة لا تستطيع قياس هذه المهارات.
وكانت الوزارة قد أصدرت في وقت سابق قرارًا بإلغاء الاختبارات المؤتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، واعتماد نظام اختبارات متكامل وشامل يتضمن أسئلة مقالية وموضوعية، بهدف قياس أدق لمستوى التحصيل العلمي وتنمية التفكير التحليلي والنقدي لدى الطلاب.