الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 04:02 PM

الولايات المتحدة تعيد تركيز جهودها العسكرية في سوريا على محاربة تنظيم "الدولة"

الولايات المتحدة تعيد تركيز جهودها العسكرية في سوريا على محاربة تنظيم "الدولة"

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن عزمها تقليص مهمتها العسكرية في العراق، مع تحويل التركيز نحو محاربة تنظيم "الدولة" في سوريا. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي، اشترط عدم الكشف عن هويته، أن الخطة تتضمن تركيز الولايات المتحدة وأعضاء التحالف على ملاحقة "فلول تنظيم الدولة" في سوريا، ونقل غالبية الأفراد إلى إقليم كردستان العراق لتنفيذ هذه المهمة.

في بداية عام 2025، كان لدى الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق وأكثر من 900 جندي في سوريا، ضمن التحالف الذي تشكل عام 2014 لمواجهة تنظيم "الدولة" خلال اجتياحه البلدين، وفقًا لرويترز. وأوضح المسؤول أنه بمجرد اكتمال عمليات الانتقال، سينخفض إجمالي عدد القوات الأمريكية في العراق إلى أقل من 2000 جندي، وسيتركز معظمهم في أربيل. وأضاف أن العدد النهائي لم يحدد بعد، دون تحديد جدول زمني.

ستركز القوات الأمريكية المتبقية في بغداد على قضايا التعاون الأمني الثنائي، بدلًا من مكافحة تنظيم "الدولة". وصرح مسؤول عسكري كبير للوكالة بأن "تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد يشكل تهديدًا مستمرًا للحكومة العراقية أو لأمريكا انطلاقًا من الأراضي العراقية. وهذا إنجاز كبير يمكّننا من نقل المزيد من المسؤولية إلى العراق ليقود جهود الأمن في البلاد".

يدعم هذا الاتفاق حكومة بغداد التي لطالما أبدت قلقها من أن تصبح القوات الأمريكية سببًا لزعزعة الاستقرار، وكثيرًا ما استهدفتها جماعات متحالفة مع إيران. وكانت الولايات المتحدة قد اتفقت العام الماضي مع العراق على مغادرة قاعدة "عين الأسد" الجوية في محافظة الأنبار وتسليمها لبغداد. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الانتقال لا يزال "قيد التنفيذ"، وامتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل.

على الرغم من إعداد إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خططًا للانسحاب من سوريا أيضًا، أوضح المسؤول أن الانسحاب سيعتمد على الظروف و"لا نزال في حالة الوضع الراهن حاليًا"، وفقًا لرويترز. وتخشى واشنطن من استمرار وجود مقاتلين من تنظيم "الدولة" في سوريا، وخطر إطلاق سراح الآلاف المحتجزين من السجون.

التحالف مع الحكومة

التقى قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الأدميرال براد كوبر، الرئيس السوري، أحمد الشرع في 12 من أيلول الماضي، حيث أعرب كوبر عن تقديره لدعم دمشق في محاربة تنظيم "الدولة"، واتفق الجانبان على عقد لقاءات مستقبلية لتعزيز التعاون الأمني. كما أكد كوبر أن الولايات المتحدة ستواصل دعم التحالف الدولي وكل الدول التي تبدي التزامًا بإعادة رعاياها، مبينًا أن الهدف هو "ضمان دحر الإرهاب وتحويله إلى إرث دائم للسلام والاستقرار".

في 19 من أيلول الماضي، نفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بتنسيق مع الأمن العام السوري، "عملية أمنية خاصة" في قرية "جرجيسة" بريف حماة الجنوبي، أدت إلى مقتل القيادي في تنظيم "الدولة" عبد القادر فطراوي. وكان فطراوي، وفقًا للمراسل، مسجونًا في سجن "رومية" بلبنان، بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة"، حيث جرى تسليمه للنظام السوري، ليحوله إلى فرع فلسطين ثم إلى سجن صيدنايا، ليخرج مع المعتقلين الذي حرروا عند سقوط النظام.

وكانت قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" قد نفذت عملية إنزال جوي مشتركة مع القوات الحكومية في منطقة أطمة بريف إدلب شمال غربي سوريا، في 20 من آب الماضي. وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، حينها، أن العملية الأمنية بدأت عند الساعة الثانية والنصف فجرًا، واستمرت نحو ساعتين، وأسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم "الدولة" يحمل الجنسية العراقية. كما اعتُقل خمسة أشخاص خلال العملية، وسُلّموا إلى قوى الأمن الداخلي في أطمة. بينما نفذت القوات الأمريكية عملية ضد تنظيم "الدولة" في مدينة الباب بريف حلب، أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم.

وذكرت القيادة المركزية الأمريكية عبر "إكس"، في 25 من تموز الماضي، أنها نفذت غارة في مدينة الباب بمحافظة حلب، أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم "الدولة" ضياء زوبع مصلح الحرداني، وابنيه العضوين في التنظيم عبد الله ضياء الحرداني وعبد الرحمن ضياء الحرداني.

انسحاب من سوريا

في 17 من نيسان الماضي، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين (لم تسمّهما)، إن الجيش الأمريكي شرع بإغلاق ثلاث من قواعده العسكرية الصغيرة في شمال شرقي سوريا. وأضافت أن الولايات المتحدة بدأت بسحب مئات القوات من المنطقة، وهو ما يعكس تغير البيئة الأمنية منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤولين الأمريكيين اللذين وصفتهما بـ"رفيعي المستوى" أن الجيش الأمريكي سيغلق ثلاثًا من قواعده التشغيلية الصغيرة في سوريا، ما سيخفض عدد القوات الأمريكية من 2000 إلى حوالي 1400 جندي.

الانسحاب الأمريكي شمل موقع دعم المهمة "القرية الخضراء" (حقل كونيكو)، وموقع "الفرات" (حقل العمر)، ومنشأة ثالثة أصغر بكثير لم تشر إليها الصحيفة.

مشاركة المقال: