الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 07:24 PM

الطابع البريدي السوري: سفير ورقي يوثق تاريخ وحضارة وطن

الطابع البريدي السوري: سفير ورقي يوثق تاريخ وحضارة وطن

دمشق-سانا: لطالما كان الطابع البريدي السوري، على مر العصور، أكثر من مجرد ورقة رسمية. فقد حمل أبعاداً تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية، وكان بمثابة هوية للبلاد أمام العالم، موثقاً قرناً كاملاً من الزمن. ولا يزال الطابع البريدي حاضراً في المعاملات الرسمية والمناسبات المختلفة، محافظاً على تصميمه وطباعته السورية المميزة.

منذ ظهوره بشكله الحالي في عام 1920، لم يكن الطابع مجرد ورقة صغيرة تُلصق على الرسائل، بل ذاكرة حية تختزن تاريخ سوريا وثقافتها، وشاهداً على المحطات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، ورفيقاً للأفراد في رسائلهم ومعاملاتهم. وبحسب مديرة إدارة الخدمات في المؤسسة السورية للبريد، ربا أبو حسن، فقد أصبح الطابع البريدي بمثابة "سفير ورقي" يروي حكاية سوريا عبر العقود.

البعد التوثيقي والثقافي

أوضحت ربا أبو حسن كيف وثق كل طابع بريدي مرحلة من تاريخ سوريا، سواء من خلال صور الرؤساء مثل هاشم الأتاسي وشكري القوتلي، أو عبر طوابع خاصة بالمعارض والمناسبات الوطنية. وقد شكلت هذه الإصدارات أرشيفاً مصوراً يسرد الأحداث السورية بهويتها الثقافية والاجتماعية والوطنية.

متحف الطوابع

أشارت أبو حسن إلى وجود متحف للطوابع في دمشق، يحتفظ بأرشيف إصدارات الطوابع منذ عام 1920 والبطاقات البريدية المرافقة لها، والأختام وجميع مستلزمات الطباعة وأدوات ومعدات ساعي البريد التي يحتاجها أثناء إيصال الرسائل، إضافة إلى لوحة فسيفسائية فريدة من قصاصات الطوابع تجسد كيف يمكن للطابع أن يتحول بحد ذاته إلى عمل فني إبداعي.

الاقتصاد والتوشيح

إلى جانب قيمته الرمزية، يشكل الطابع البريدي مورداً مالياً عبر الرسائل والمعاملات الرسمية، إضافة إلى إعادة طباعة بعض الإصدارات القديمة "توشيح" التي لاقت رواجاً وتم بيعها بشكل كامل، ما يمنحه بعداً اقتصادياً إضافياً يجمع بين الوثيقة المالية والقيمة التوثيقية، وفقاً لأبو حسن.

نادي الهواة

تأسس النادي السوري لهواة الطوابع عام 1946، وهو يجمع بين عشاق الطوابع من مختلف الأعمار والاختصاصات، ليشكل جسراً بين الهواية والمعرفة، والتاريخ والفن. ويعمل النادي على تنظيم المزادات والمعارض الدورية لتبادل الطوابع والتعريف بالنادر منها، وفق ما أوضح رئيس النادي المهندس هيثم أبو غزالي.

هاوي جمع الطوابع نصوح العش بين أن هذه الهواية بدأت معه من خمسينيات القرن الماضي وما زال حتى الآن يحضر جميع المزادات والمعارض واللقاءات مع أقرانه لممارسة هذه الهواية، قائلاً: "عندما أنظر إلى مجموعة الطوابع التي جمعتها عبر السنوات الماضية أشعر وكأنني أقرأ كتاباً مصوراً لتاريخ سوريا والعالم".

مشاركة المقال: