من الإغاثة إلى التمكين: كيف نعيد بناء حياة اللاجئين السوريين بكرامة؟


هذا الخبر بعنوان "لا تطعمني سمكة، بل علمني أن أصطاد" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٧ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
المهندس نضال رشيد بكور يتحدث عن التحول من لقمة الإغاثة إلى كرامة الإعمار. بعد عودة اللاجئين السوريين إلى أرضهم بعد سنوات من الغربة والتشريد، تهافت الناس من كل مكان لإغاثتهم بالخيام والطعام والملابس والمساعدات الطبية، مشهد إنساني مهيب. لكن السؤال الجوهري: هل نكتفي بإطعامهم السمكة؟ أم نمد لهم اليد ليصطادوا من جديد؟
ليس الخير أن تشبع الجائع فقط، بل أن تعلمه كيف يشبع نفسه بكرامة. العودة إلى الديار وحدها لا تكفي إن لم تترافق مع مشاريع إعادة تمكين، تعليم، تدريب، بناء ذاتي، وزرع للأمل من جديد. أن تعود إلى بيتك الذي دُمّر، وأرضك التي جُرفت لا يعني أن الحياة عادت تلقائياً، بل يعني أن رحلة الصيد قد بدأت من الصفر وأنك بحاجة لمن يعلمك كيف تصطاد في بحر تغيرت مياهه.
الأدهى، أن سوق العمل في الداخل يئن من نقص العمالة المؤهلة، ويبحث عن الأيدي التي تبني والعقول التي تدير، لكنه لا يجد. لماذا؟ لأن ثقافة الدعم الإنساني رسخت في بعض النفوس الركون والاعتماد وعزوف كثيرين عن العمل والكد في انتظار السلة أو المعونة أو الكفالة الشهرية. الإغاثة مهمة، لكنها ليست نهاية الطريق. الكرامة لا تستعاد بلقمة، بل بسعي.
قال الله تعالى: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يُرى. علينا أن نتحول من الإغاثة المؤقتة إلى التمكين المستدام، من إعطاء السمك إلى تعليم الصيد، من توزيع المساعدات إلى بناء المدارس والمشاغل والمزارع ومصانع الحياة. وفي المعنى الصوفي: لا تعطني خبزاً، بل علمني كيف أزرع قمحاً، فمن تعلم الزرع، لم يعد محتاجاً، بل صار واهباً.
اللاجئ العائد لا يحتاج فقط إلى سقف يحميه، بل إلى أفق يرفعه. لا يحتاج فقط إلى كسوة لبدنه، بل إلى مشروع لكرامته. فكونوا لهم يد تمكين، لا مجرد يد عطاء. فمن يصطاد بنفسه، لا يعود جائعاً، بل حراً.
(أخبار سوريا الوطن ٢-الكاتب)
سوريا محلي
سياسة
سوريا محلي
سياسة